الارشيف / اخبار الخليج / اخبار الإمارات

اختتام فعاليات ملتقى مجتمع إدارة الطوارئ والأزمات في أبوظبي

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

ابوظبي - سيف اليزيد - اختتمت أمس فعاليات ملتقى مجتمع إدارة الطوارئ والأزمات، الذي نظمته الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك»، بمشاركة عدد كبير من المسؤولين والخبراء والمتخصصين، وشهد الملتقى تنظيم جلسات حوارية وعروض وورش عمل تخصصية وعروض تقديمية استعرضت تجارب وطنية وعالمية وأبرز التوجهات الحالية والمستقبلية في المجال.
وأعرب معالي علي سعيد النيادي، رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، عن شكره وتقديره لكل من ساهم في إنجاح الملتقى، الذي يعكس حرص القيادة الرشيدة لدولة الإمارات على توفير أعلى وأفضل مستويات السلامة والأمن لمختلف أفراد وقطاعات المجتمع، والتطوير المستمر لمواكبة التطورات المتسارعة من أجل المحافظة على مكتسبات الدولة وتعزيز مكانتها الريادية.
وأضاف: «يعتبر الملتقى منصة ركزت على أهمية استمرار التنسيق والتعاون والتكامل بين الدول والمنظمات الداعمة لمؤسسات الطوارئ والأزمات المحلية، وتبادل المعلومات والخبرات، وتوظيف التكنولوجيا والتطبيقات الحديثة للذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، وأهمية حماية الجيل الجديد من المخاطر المدفوعة بالظروف الاقتصادية من خلال الاعتماد على دراسات وبحوث لرفع الاستعداد والجاهزية».

وقال معالي علي سعيد النيادي: «إن الإقبال الكبير للمشاركة في الملتقى يؤكد اهتمام مختلف مكونات مجتمع الطوارئ والأزمات والكوارث بتوثيق التعاون وتبادل المعارف والآراء بهدف تطوير حلول مبتكرة لتحديات الحاضر والمستقبل، الأمر الذي يسهم إيجاباً في تعزيز الاستجابة الوطنية ورفع جاهزية مختلف القطاعات في الدولة». وأكد معاليه أن تطوير القدرات البشرية وتوفير الظروف الملائمة لتدريبها وتأهيليها بصورة مستمرة يعتبر من الأهداف الاستراتيجية لدولة الإمارات، مشيراً إلى أن الجلسات الحوارية والنقاشية وورش العمل التخصصية وفرت فرصة مهمة للعاملين في المجال لتطوير معارفهم ومهاراتهم.
تعزيز الجاهزية
وقال الدكتور سيف جمعة الظاهري، مدير مركز العمليات الوطني في كلمة الهيئة الافتتاحية: «إن الهيئة تقتدي بتوجيهات قيادتنا الحكيمة بتعزيز الجاهزية لمواجهة التحديات، مشيراً إلى أهمية التزود بالقدرات اللازمة لمواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص لتحقيق تطلعات دولة الإمارات».وأكد أهمية استخدام وتوظيف أحدث التقنيات ومواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة من أجل استشراف المخاطر المحتملة، وتخفيف تداعيات الأزمات والكوارث، موضحاً أن التواصل والتعاون بين مختلف الجهات المعنية من أهم العوامل للوصول إلى أفضل الحلول.
وقاية المستقبل
وقدم فهد بطي المهيري، مدير إدارة السلامة والوقاية في الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، عرضاً تقديمياً بعنوان «وقاية المستقبل: توجهات استراتيجية»، حيث تناول السياق العالمي لحجم وحِدّة الكوارث ومتطلبات تطبيق إجراءات استباقية ووقائية للحد من مخاطر الكوارث والتكيف معها، حيث استعرض تطورات وظواهر جديدة بدأت بالتحول إلى مخاطر عالمية، فضلاً عن التطورات الخاصة بمفهوم الوقاية، وأفضل الممارسات العالمية والوطنية في المجال وتدابير المنع وتنظيم وحوكمة البرامج الوقائية والمواءمة بينها وتكاملها على المستوى الوطني. وشهدت جلسة بناء استراتيجيات مستدامة للمستقبل مشاركة الدكتور محمد الكويتي، رئيس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات العربية المتحدة، والعميد أحمد بورقيبة، مدير مركز المرونة بالقيادة العامة لشرطة دبي، والعميد الدكتور علي أبو الزود، نائب مدير عام العمليات المركزية بالقيادة العامة لشرطة الشارقة، وأدارها حمد سيف الكعبي من الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث.
وناقش المشاركون في الجلسة مخاطر الأمن السيبراني الناشئة وكيفية الحد منها، والتعامل مع سلاسل الإمداد الوطنية وتكامل أنظمة إدارة الطوارئ والأزمات التقنية مع البنية التحتية، وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة في إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث من أجل تعزيز المرونة في التعامل مع المخاطر الناشئة واستشراف المستقبل، وضمان استمرارية الخدمات والمنتجات الحيوية.
إطلاق منصات 
استعرضت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث عبر الملتقى مفهوما لمجتمع إدارة الطوارئ والأزمات، ويعد منصة متكاملة تهدف إلى تعزيز وتطويع القدرات الوطنية في إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث عبر تبني نهج تعاوني متكامل بين الجهات الاتحادية والمحلية، والقطاع الخاص، والمنظمات الدولية والإقليمية، والمجتمع المحلي لتحقيق مستوى عالٍ من الجاهزية والقدرة على الصمود في وجه الأزمات والكوارث.
بالإضافة إلى ذلك، أطلقت الهيئة منصة «مخاطر»، وهي عبارة عن نظام رئيسي لمجتمع إدارة الطوارئ والأزمات، حيث يتيح تبادل المعلومات والتنسيق المشترك بين الهيئة والمعنيين من الجهات الخارجية، كما يتم من خلاله إدارة جميع معلومات وتقارير الأحداث، واستخراج الصورة المعلوماتية المشتركة، بجانب العديد من الخصائص الأخرى المعنية بإدارة بيانات الطوارئ والأزمات وعرضها للمعنيين.
 وأعلنت الهيئة كذلك عن إطلاق منصة «تمكين» المعرفية، وهي نقطة الالتقاء المبتكرة لمجتمع إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث من موظفين والشركاء المهتمين في مجال إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث حيث سيتمكن مرتادوها من تبادل الخبرات وحضور البرامج التدريبية التخصصية والتطويرية التي تقدمها الهيئة في قالب متجدد وتفاعلي.
وتزامناً مع شهر الابتكار، شاركت الهيئة بمنصة ابتكارية متكاملة تتضمن 3 مبادرات تشمل مشروع ميتافيرس طوارئ وأزمات المواد الخطرة لتحقيق الاستباقية في المنظومة الوطنية، وبرنامج NCEMA-HazMatGPT لتلبية الحاجة إلى الوصول الآمن للمعلومات المتعلقة بالمواد الخطرة، بالإضافة إلى منصة التطبيقات الجيومكانية لخارطة التأهب الوبائي، وذلك لدعم متخذي القرار بصورة استباقية ومرونة عالية.

تجارب محلية وعالمية 
وأتاح ملتقى مجتمع إدارة الطوارئ والأزمات استعراض تجارب عالمية في المجال، حيث ألقى فابريزيو كوريو، رئيس الحماية المدنية في إيطاليا، كلمة رئيسية عن تجارب بلاده في تطوير وإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وخبراته في المجال التي تمتد على مدى سنوات طويلة.
وفي عرض تقديمي عن التجربة البريطانية، استعرض الدكتور ستيفان بروكس، زميل أول في السياسة العامة والإدارة ومتخصص في القيادة والتطوير التنظيمي في جامعة مانشستر، التهديدات والتحديات التي واجهتها المملكة المتحدة وخطط الاستجابة والاستراتيجيات التي تتبعها في مواجهة الطوارئ والأزمات ودعم الاستقرار في ظل الأوضاع الراهنة.
وتأكيداً على أهمية دور الشركاء الاستراتيجيين في المنظومة المتكاملة لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، نظم الملتقى جلسة حوارية أدارها حسان المهيري، وكيل الوزارة المساعد لقطاع التخطيط والخدمات التعليمية، وزارة التربية والتعليم، وشارك فيها الدكتور عبدالله الظاهري، المدير التنفيذي لقطاع الاستجابة والتعافي، مركز إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث لإمارة أبوظبي، والدكتورة فاطمة العطار، استشاري ومدير مكتب اللوائح الصحية الدولية في وزارة الصحة ووقاية المجتمع. 
وناقش الملتقى دور القطاع الخاص في تعزيز منظومة إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، حيث شارك في الجلسة صفية المقطري، نائبة الرئيس للعمليات التشغيلية في شركة M42، ومحمد السويدي، مدير أول للمرونة المؤسسية شركة G42، وفاضل الرميثي، مستشار الاستجابة للحوادث وإدارة الأزمات، مجموعة (أدنوك)، وأدار الجلسة عبدالله خليفة المهيري من الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث. وتناولت الجلسة الحوارية توظيف التكنولوجيا المتقدمة في إدارة الطوارئ، ودور الابتكارات الأمنية في الاستجابة للأزمات، وإدارة البيانات والمعلومات الضخمة، وأهمية توظيف الذكاء الاصطناعي في إدارة الأزمات، بالإضافة إلى استراتيجيات الاستدامة وأثرها في تقليل الأضرار البيئية خلال الحوادث والأزمات.
وشملت ورش العمل التخصصية مناقشة مبادرة «جعل المدن قادرة على الصمود 2030»، التي أطلقتها الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث والتي تمكن المدن من وضع نهج مستمر للمرونة من المخاطر. وتناولت ورشة آفاق المخاطر المستقبلية آليات الكشف المبكر عن مؤشرات وتوجهات المخاطر المستقبلية، وأفضل السبل للاستعداد والاستجابة والتعافي. وناقش المشاركون في ورشة المواد الخطرة أهمية التخطيط والاستعداد للمستقبل بما يخدم التصدي لمخاطر وتهديدات المواد الخطرة.
وتناولت ورشة عمل تفاعلية بعنوان «توظيف السرد الاستراتيجي لإدارة الأزمات» قوة توظيف السرد، وتعزيز الفهم والتطبيق العملي للسرد الاستراتيجي في الأزمات، والتأثير النفسي والاجتماعي للسرد القصصي أثناء الأزمات. كما تطرقت إلى أهمية مواءمة السرديات مع الأهداف الاستراتيجية على المدى الطويل وتقنيات صياغة سرد استراتيجي ناجح ومؤثر. كما سيتم استعراض دراسات وتجارب حول السرد أثناء الطوارئ والأزمات، من أجل الاستعداد للتغييرات المستقبلية في مجال الاتصال أثناء الأزمات.
تكريم الجهود الاستثنائية 
كرمت الهيئة شركاءها الاستراتيجيين الحاصلين على شهادة الامتثال للمعيار الوطني لنظام استمرارية الأعمال ومساهمتهم في تعزيز منظومة الجاهزية الوطنية في مقار عملهم، وكانت الجهات تشمل وزارة الداخلية، وزارة الاقتصاد، وزارة الصحة ووقاية المجتمع، الهيئة العامة للطيران المدني، مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، الأرشيف والمكتبة الوطنية، مؤسسة الإمارات للاتصالات - اتصالات، شركة الياه للاتصالات الفضائية - الياه سات، وشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة - دو.
كما كرمت الهيئة الجهات التي بذلت جهوداً استثنائية في مهمة الإمارات وطن الإنسانية والتي تشمل وزارة الداخلية، وزارة الخارجية، الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، وزارة التربية والتعليم، القيادة العامة لشرطة أبوظبي، دائرة الصحة - أبوظبي، مؤسسة التنمية الأسرية، مطارات بوظبي، هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، ومركز إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث لإمارة أبوظبي.
مذكرات تفاهم
ضمن فعاليات الملتقى، وقعت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث مذكرات تفاهم عديدة لتعزيز التعاون وتوفير فرص التدريب والتطوير، حيث وقع علي راشد النيادي مذكرة تفاهم مع الدكتور/ محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، لتعزيز سبل التعاون العلمي والبحثي والأكاديمي في المجالات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يحقق أهدافهما المتمثلة في دعم البحث العلمي، وتوسيع قاعدته، وتنويع مصادره، وتوظيفه لخدمة المجتمع.
كذلك وقع علي راشد النيادي، المدير العام للهيئة، 3 مذكرات تفاهم مع المهندس سعيد سالم المسكري، الرئيس التنفيذي لهيئة الإمارات للتصنيف (تصنيف)، وتيونز كوتزي المدير التنفيذي الإقليمي للشرق الأوسط وأفريقيا والهند وتركيا بمجموعة (BSI)، ومحمد الخميس عن مجموعة ديلويت أند توش، من أجل تعزيز التعاون والتنسيق في ما يتعلق بالبرنامج التدريبي للمعيار الوطني لنظام إدارة استمرارية الأعمال (AE/SCNS/NCEMA7000:2021).
حول الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث: 
تم الإعلان عن إنشاء الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث ضمن منظومة الهيكل التنظيمي للمجلس الأعلى للأمن الوطني بتاريخ 14/5/2007م، وتعتبر الهيئة الجهة الوطنية الرئيسية المسؤولة عن تنسيق ووضع المعايير والأنظمة واللوائح المتعلقة بإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، ووضع خطة وطنية موحدة للاستجابة لحالات الطوارئ.
تقوم الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث بالإشراف على تطوير قدرات الاستجابة من خلال اقتراح وتنسيق البرامج بين الجهات المعنية على المستويين المحلي والوطني، إلى جانب دور رائد بتنسيق أدوار الجهات المعنية بالدولة عند وقوع الطوارئ أو الأزمات أو الكوارث، والمشاركة في إعداد وتنسيق خطط الطوارئ اللازمة للمنشآت الحيوية والبنية التحتية في الدولة ومتابعة تنفيذها بالتعاون والتنسيق مع الجهات المختصة بالدولة.
وتعمل الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث على إعداد الدراسات والأبحاث العلمية اللازمة من خلال إنشاء مركز المعلومات والموارد المتعلقة بالطوارئ والأزمات والكوارث والتنبؤ بوقوعها وكيفية التعامل معها بالتنسيق مع الجهات المعنية.

Advertisements

قد تقرأ أيضا