الارشيف / اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

قطر تدير ظهرها للرئيس عمر البشير

بوادر الخلاف المكتوم بين الخرطوم والدوحة، دفعت به قناة الجزيرة إلى العلن، بتسريب لقاءاً سريا لمدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني صلاح قوش، برئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، حيث نشره "موقع ميدل ايست اي" وكشف فيه مخطط لبعض دول الخليج، تنصيب قوش بديلاً للرئيس عمر البشير لحكم السودان.

وجاء رد الخرطوم سريعًا غاضبًا؛ وحمل اتهامات صريحة للقناة؛ بخدمة أجندة خاصة بدولة قطر، تريد توظيفها في خلافاتها وصراعاتها مع دول داخل البيت الخليجي، قبل أن تصف الخبر بانه نسيج من الأكاذيب ويفضح عدم مهنية وموضوعية القناة.

وأخطر ماتضمنه بيان المخابرات السودانية؛ رد المغلف على الدوحة عبر توضيحاته لقناة الجزيرة؛ حيث وردت فيه رسائل مبطنة أن الخبرالمفبرك وتوقيته لايخلو من اغراض سياسية؛ وإنه يأتي في إطار حملة شائعات ظل يتعرض لها السودان منذ فترة ليست بالقصيرة.

وأضاف "لن تفلح مثل هذه التسريبات المتكررة في شق صف القيادة في بلادنا أو إثنائها عن واجباتها الوطنية ".

ويتداول مقربون من الدائرة الضيقة حول الرئيس البشير، أن العلاقات بين السودان وقطر أن ادنى مستوياتها ان لم تكن تدهورت بالفعل؛ وأنه خلال زيارة الرئيس البشير الأخيرة إلى الدوحة أثناء الاحتجاجات الشعبية التي يشهدها السودان؛ أوصلت اليه رسالة عبر التنظيم الدولي للأخوان، بأن يتنحي عن السلطة.

وفور مغادرته الدوحة انذاك؛ نقلت وكالة (رويترز) عن مسؤولين رفيعي المستوى في الديوان الاميري؛ "أن قطر لم تقدم للبشير اي دعم مالي". وهذه هي المرة الثانية خلال أقل من شهر يتردد اسم مدير جهاز الامن صلاح قوش خليفة للرئيس البشير؛ في تقرير سري اعدته سفارة دولة خليجية في واشنطن؛ قالت فيه ان الاستخبارات الامريكية لاتسعى لتغيير النظام في السودان؛ ولكنها لاتدعم الرئيس البشير بشكل مطلق. وكشف التقريرانه اذا اضعفت الاحتجاجات الحالية التي يشهدها السودان البشير؛ فان المخابرات الأمريكية ستعمل على تسريع مغادرته للسلطة واستبداله بمدير جهاز الأمن.

ويشير المقربون الى أن قطرعلمت بخطوات الرئيس البشير بالابتعاد عن حزب المؤتمر الوطني؛ والاطاحة بالاسلاميين في الفترة المقبلة؛ حاولت اثنائه عن اتخاذ هذا القرار؛ وبعثت على وجه السرعة خالد العطية وزير الدفاع ونائب رئيس مجلس الوزراء القطري؛ للقاء الرئيس البشير؛ قبيل ساعات من اعلانه حالة الطوارئ وحل الحكومة. وقالت مصادر مقربة من دوائر اتخاذ القرار؛ محسوبة على الرئيس البشير؛ أن قطر ظلت تمارس ضغوطا كبيرة على الخرطوم؛ للانسحاب من الحلف السعودي الاماراتي اليمني المصري؛ مستغلة الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تواجه حكومة البشير؛ واضافت المصادر أن الخرطوم رأت في ذلك تدخلا في شئونها الداخلية؛ ولكنها رفضت الافصاح عن ذلك لاعتبارات تتعلق بمصالح البلاد العليا. واشارت المصادر التي فضلت حجب اسمها؛ أن التغطية المكثفة لقناة الجزيرة؛ على خبر لقاء مدير الأمن والمخابرات السوداني برئيس الموساد الاسرائيلي؛ هدفه (دق اسفين) بين البشير ومدير مخابراته في هذا التوقيت الذي تشهد فيه البلاد احتجاجات واسعة ضد الحكومة؛ وقطع الطريق امام اي تغيرات تؤدي الى ابعاد الاسلاميين كلياً عن المشهد السياسي في السودان.

Advertisements