الإجابة علي السؤال تحرق حشا وأكباد أهل الجزيرة الذين كتبت لهم تصاريف الأقدار أن يعيشوا ويعايشوا أقسي مأساة لمواطنين في تاريخ السودان الحديث .. أن يتم طرد الآمنين من قراهم ومراتع صباهم .. أن يُقتلوا .. ويُشرّدوا .. ثم أقسي فجيعة أن يتم ترحيل حصاد أراضيهم وحواشاتهم وبيعه في أسواق ولاية أخري من ولايات السودان ..

والمؤسف حد الصدمة أن كل هذا يتم بعلم السلطات المختصة وتواطؤ نافذين وعمالة سماسرة الحروب وتجار الأزمات ..

وهاكم المختصر المؤلم لحكاية من حكايات أهل الجزيرة المغلوبين علي أمرهم ..

من تلك الحكايات أن محاصيل الحواشات التي تعود ملكيتها لمواطنين داخل قري ومدن مشروع الجزيرة .. هذه المحاصيل التي تم نهبها بالكامل يتم ترحيلها وتجميعها منذ مدة داخل أسواق ومواقع محددة بمنطقة تمبول !!

ومن تمبول والمناطق المحيطة بها يتم ترحيل هذه المحاصيل إلي منافذ بيع في مواقع وأسواق أخري أهمها سوق محلية حلفا الجديدة بولاية كسلا !!

من يصدق أن قيمة جوال العدسية في سوق تمبول تبلغ 100 ألف جنيه بينما يتم بيع نفس الجول في سوق حلفا الجديدة بمبلغ 195 ألف جنيه .. والمبكي المحزن أن جوالات العدسية التي يتم نقلها من تمبول إلي حلفا الجديدة يتم شراؤها من قبل تجار ينشطون في تصدير العدسية إلي الأسواق الخارجية !!

من يصدق أن جوال الكبكبي إنتاج عرق المزارعين بحواشات مشروع الجزيرة يتم شراؤه من سوق تمبول ب40 ألف جنيه ويتم بيعه في أسواق محلية حلفا الجديدة ب80 ألف جنيه للجوال !!

والمحزن المبكي في أمر محصول القطن في مشروع الجزيرة أنه يتم شحنه مجاناً من القيط والحواشات الباكية إلي منافذ البيع الأخري .. وكل المطلوب من سائق العربة المعنية أن تكون بطرفه شهادة من لجان الخدمات والتغيير بأي مدينة من مدن ولاية الجزيرة ليعبر بها كل نقاط التفتيش حتي عمق ولايتي القضارف وكسلا !!

وبطرفي شهادة من لجان التغيير والخدمات بولاية الجزيرة محلية الكاملين وحدة المسيد الإدارية تشهد للمواطن المذكور برقم لوحة عربته وأنه يحمل علي متنها عدد من بالات القطن وهي شهادة لمن يهمه الأمر !!

ومن يهمه الأمر فتح الطريق لصاحب العربة هذه بالدخول عصر اليوم إلي سوق حلفا الجديدة !!

وبطرفي شهادة المرور السحرية هذه لمن أراد معاينتها خاصة من كبار قادة أجهزة الأمن والإستخبارات بولايتي كسلا والقضارف !!

ولأن من يهمهم الأمر في محلية حلفا وبعض أسواق ولاية كسلا وأسواق أخري لايهتمون كثيراً بالإجابة علي السؤال الصعب .. ماذا تحمل العربات القادمة بمحاصيل المواطنين من مدن وأسواق الجزيرة المحتلة .. ماذا تحمل في طريق العودة فإن ذات العربات التي تأتي من هناك تعود وعلي متنها الوقود والدقيق والتحسينات لمليشيا التمرد !!

يوم أمس إرتفع عدد العربات التي تم فك حظرها داخل سوق محلية حلفا الجديدة وهي تحمل جولات الدقيق إلي مناطق بشرق النيل تسيطر عليها مليشيا التمرد .. إرتفع عدد هذه الشاحنات التي تم فك حظرها إلي 40 عربة !!

للقصة بقية ..

ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ..

الكاتب/ عبدالماجد عبدالحميد