وسط منافسات مسلسلات رمضان 2024، التى انتهى عرض بعضها، وأخرى لاتزال تواصل عرضها، جاء لافتا حضور مواقع التواصل الاجتماعى التى أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا وواقعنا، واحتوت المسلسلات على قصص وتفاصيل من عالم السوشيال ميديا ومنصاتها، وما تفرزه من مشاكل وأزمات وقضايا اجتماعية وإنسانية، فى العديد من الأعمال الدرامية بين الـ 15 و30 حلقة، حيث برزت مواقع التواصل الاجتماعى لتبدو المشهد المتصدر فى أعمال الماراثون الرمضانى الجارى وأحداث حلقاته، وظهر ذلك فى الحلقات الأولى من الأعمال والتى يتابعها الجمهور بحماس شديد، حيث قرر عدد من صناع الدراما تسليط الضوء على حجم تأثير السوشيال ميديا على حياتنا اليومية والتى أصبحت مصدر رزق للكثير من الناس، وبعضهم تعرض لأزمات قانونية دمرت حياته بسبب سوء استخدامها.

مسلسل «أعلى نسبة مشاهدة» تأليف سمر طاهر، وإخراج ياسمين أحمد كامل، أحد أبرز تلك الأعمال الدرامية الذى ناقش وارتكز على قصص مشاهير التيك توك وأحداثه وربط الجمهور بين العمل وقصص حقيقية حدثت فى الواقع، حيث شاهده الجمهور مترقبا، ينتظرون معرفة كيف أن الأسرة والبيئة المحيطة مشاركة فى ما فعلته البطلة «شيماء» التى قدمت دورها الفنانة سلمى أبوضيف، وشقيقتها ليلى زاهر، التى جسدت «نسمة» والتى تقع فى العديد من الأحداث المثيرة والكبيرة، خلال 15 حلقة، تناولت نجاح شيماء فى بث فيديو لها على منصة «تيك توك» ليحقق شهرة واسعة، ولتنجذب الشقيقتان لهذا العالم الزائف، بينما تظهر الأم «انتصار» وهى تدفع الثمن من صحتها وعمرها الذى ضاع، حين تتعرض الأسرة للفضيحة عندما تشاهد ابنتها ترقص وتنتشر فيديوهاتها على الإنترنت.

مسلسل «مسار إجبارى» سيناريو وحوار أمين جمال، محمد محرز، مينا بباوى وإخراج نادين خان، وبطولة أحمد داش، عصام عمر، شهد أيضا أحداث مقتل فتاة بعد استغلال صديقتها «خديجة» – تلعب شخصيتها مى الغيطى- السوشيال ميديا لقلب الرأى العام، وذلك للتشكيك فى اتهام الدكتور صفوت بقتل ابنة خالتها وصديقتها حبيبة، والذى حكم عليه بالإعدام وينتظر نتيجة الاستئناف بعد تلفيق التهمة له وفقا لاتفاق زوجته مع المحامى الذى جسد دوره الفنان رشدى الشامى.

وتناول مسلسل «عتبات البهجة» بطولة الفنان يحيى الفخرانى، مشاهد وقصصا متشابهة على السوشيال ميديا، حيث يجسد شخصية وكيل وزارة الصناعة المتقاعد الذى يتورط فى مفارقات كوميدية مع أحفاده فى عالم مواقع التواصل الاجتماعى، ومحاولة وصول فكره للأجيال الجديدة، حيث يصبح الجد «إنفلونسر» شهيرًا، والمسلسل عن رواية للكاتب إبراهيم عبدالمجيد، معالجة درامية للكاتب مدحت العدل وإخراج مجدى أبوعميرة، وإنتاج جمال العدل، بطولة الفنان يحيى الفخرانى، صلاح عبدالله، جومانا مراد، صفاء الطوخى، هنادى مهنا، سما إبراهيم، هشام إسماعيل، وفاء صادق، يوسف عثمان، ليلى عز العرب، علاء مرسى، علاء زينهم، محسن منصور، وآخرين.

وشهدت إحدى حلقات مسلسل «المداح 4- أسطورة العودة» تأليف أمين جمال، وليد أبوالمجد، شريف يسرى، وإخراج أحمد سمير فرج أحداثا مثيرة من قضايا السوشيال ميديا، حيث ظهر فى الحلقة الثالثة بعد قتل «ضرغام ــ فتوح أحمد» على يد صخر ــ دياب، وخلال أحداث الحلقة يذهب الدكتور «سميح ــ فتحى عبدالوهاب» إلى عائشة ابنة خالة صابر المداح فى منزلها، ليكتشف أنها قتلت ابنتها وطبختها، ثم يتم القبض عليها، وفى مواجهة بين عائشة وصابر المداح، تؤكد له أنها قتلتها من أجل حمايتها من الجن، وأخبرته بأن الجن لن يتركه وهى قصة حقيقية حدثت وأشعلت الرأى العام لفترة.

كما شهدت الحلقة السادسة الدكتور سميح يتحدث عن قدرات الجن فى دروس على السوشيال ميديا، وتتابعه هبة شقيقة صابر المداح التى هربت من مستشفى المجانين بعد قتل والدتها، كما أن لديه جيشا من الإنفلونسرز.

وعلق الناقد طارق الشناوى: يوجد جزء متعلق بالدراما، وهو أنه يجب أن يكون العمل عصريا، فأى عمل فنى يحمل معنى، فحين تشاهد مثلا مسلسل قبل عصر التليفون المحمول، تدرك أنها فترة التسعينيات، لكن لما بدأنا الألفية التالتة وليس هناك محمول ستشعر باختلاف، وأن هناك فيه حاجة غلط، وفى المسلسلات التى ركزت على «التيك توك»، لأن درجة نجاحها هايلة جدا، مع الناس وحققت كثافة مشاهدة، خاصة أن كثيرا من الناس أصبحوا متخصصين فى التواجد على التيك توك، لأنه أيضا مورد رزق لهم، ومورد فضائح، يعنى هو ممكن يبقى مصيدة لعمل فضيحة أو لزرع نكتة أو لتزوير حقيقة، فالتيك توك فرض نفسه ووجوده، ولا أستطيع القول إن أى عمل فنى وضع التيك توك أو استند إليه فى واقعة درامية، يبقى كرر أو استوحى الفكرة، لأنها حالة عامة، المهم كيف يتم توظيفها وتناول منصات التواصل الاجتماعى دراميا.

وأضاف الشناوى، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»: التطور بين الناس أصبح كبيرا وبالأخص على السوشيال والواتس آب والماسنجر ونشاهد كثيرًا فى الأفلام والمسلسلات أن الواتساب بيظهر على الشاشة وبيتكتب الحوار والبطل بيبعته لحد أو حد بيرد عليه، لأنها أصبحت وسيلة حديثة وموجودة، وتجاهلها خطأ، لكن الخطأ أيضا على الجانب الآخر هو الإسراف، يعنى لو أننا أسرفنا فى حاجة حتى لو كانت حقيقة بنعيشها هنا بتكون خطأ، لكن عندما تستخدم فى إطارها المنطقى والذى يحدث فى الحياة يبقى ذكاء من الكاتب والمخرج.

من جانبها، أشارت الناقدة ماجدة خير الله إلى فكرة مشاركة الكثير من فيديوهات الـ«تيك توك» فى مسلسلات رمضان وانتشارها بشخصيات من السوشيال ميديا بين عدد كبير من الأعمال الدرامية، والتى تناول بعضها أحداثا وقصصًا حقيقية.

وتابعت «ماجدة»، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»: الأعمال التى تشارك فى رمضان 2024 تحمل عددا كبيرا من أفكار السوشيال ميديا والكثير من المسلسلات فيها بطل أو أكثر يقدم فيديوهات تيك توك كنوع من مجاراة لغة العصر.

وأوضحت أن تلك الأفكار تفرض نفسها على سلوك عدد ضخم من الشباب وأصبحت مصدر رزق لبعضهم.

المصري اليوم