في عام 2006 وبعد أن انتقلت إلى دبي للعمل في إحدى محطاتها التلفزيونية عرض علي أحد المطورين العقاريين شقة في برج من أبراج «دبي مارينا»، التي كان قد بدأ العمل فيها مع تسهيلات كبيرة للدفع، تمتد لسنوات. أخفقت وقتها في اتخاذ قرار كان ليشكل فارقاً كبيراً في حياتي. ساورتني المخاوف، حيث لم أكن مدركة حينها معنى الاستثمار والتملك في سوق العقار.

ومنذ عام 2006 وحتى الآن شهدت دبي مارينا تطورات لافتة، لتصبح إحدى أجمل مناطق المراسي في العالم مع سلسلة من الأبراج، التي تخطف الأنظار والأنفاس، كما تضاعفت فيها الأسعار، وما زلت حتى اليوم كلما مررت أمام البرج، الذي لم أقتنِ فيه شقة، أنظر إليه وأتحسر، استثمار كان فعلاً ليغير الكثير من واقعي اليوم.

هذه قصة الاستثمار في العقار في دبي، فرغم حالات التصحيح الطبيعية في الأسعار، والتي تعتبر أمراً صحياً للحيلولة دون تشكل فقاعات سعرية، ما زال العقار منذ أكثر من 16 عاماً يسجل ارتفاعات وعوائد تفوق عوائد الاستثمار في معظم المناطق حول العالم.

وفي العام 2023 سجل القطاع العقاري نمواً قوياً، وأسهم بما يزيد على 14.4% من إجمالي الناتج المحلي للإمارة. وسجلت معاملات المبيعات رقماً قياسياً سنوياً جديداً، ليتجاوز 400 مليار درهم، بزيادة قدرها 56% عن عام 2022، ومن عوامل الثقة في القطاع العقاري للأعوام المقبلة سجلت المبيعات على الخريطة في دبي رقماً قياسياً، حيث ارتفعت 59.4% إلى 68,783 صفقة عن عام 2022.

ومع بداية عام جديد فإن مقومات السوق وما تتسم به من نضج فإنها مؤهلة لمواصلة النجاحات خلال 2024، مع استمرار تدفق رؤوس الأموال إلى دبي، وبالتالي المحافظة على وتيرة الطلب المرتفع على القطاع العقاري، كما أن دبي تواصل تعزيز مكانتها وجهة عالمية للأثرياء، وهناك أيضاً الخطط التي وضعتها الحكومة لتنمية الاقتصاد، وتعزيز القطاعات غير النفطية، وزيادة عدد السكان مع الحرص على المراقبة الدقيقة لتطور العرض والطلب بالسوق.

جيسي طراد – صحيفة البيان