الارشيف / اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

الفرق بين الثقافة والمثقف

  • 1/2
  • 2/2

أليس من الحيف إكثار الثرثرة حول المثقفين العرب، وكأنهم هم ولا أحد غيرهم من خلائق الثقافة، الذين شغفتهم مقولة المتصوفة: «الإرادة هي ألاّ تفعل»؟ هل حقّاً هم دون غيرهم تركوا الفعل للفاعل الأجنبي، ووقفوا مكتوفي الأيدي، مكتفين بالمعارض والعُروض والعَروض؟ ما رأيك في مثقفي الغرب؟

فرنسا وحدها لها اليوم قرابة ستمئة فيلسوف في ميادين شتّى، وتُصدر كل عام قرابة أربعين ألف عنوان جديد، وهي تعدّ متخلّفة قياساً على ألمانيا، في العلوم والعلوم الإنسانية ومراكز البحث العلمي والتعليم الجامعي، ولا حديث عن الموسيقى الجادّة، أمّا في ملعب الفلسفة، فالألمان يرون الفلسفة الفرنسية لعب أطفال، وعندما يشهر الألمان الرماح العوالي في الرياضيات والفيزياء، فإن الفرنسيين يلزمون الوجوم، خشية الهجوم.تعال الآن قل لنا: أين هم الأبطال الأوروبيون في جحافل الثقافة الجرّارة؟ ما هي مواقفهم الإنسانية حين تُصعّر المظالم خدّها للضعفاء؟ المواقف ليست جمعيات خيرية، ولا خير فيها، بل ولا قيمة لها، إذا كان المثقف يتّخذ موقفه ليُنشر له خبر مصوّر، فأيَّ منديل ورقيّ تساوي منظومة القيم الغربية،

إذا كانت تسدّ فم الحرف وتخنق أنفاس الكلمة، عندما تغدو كلمة الحق أوكسجيناً للقضايا العادلة في غرفة ال«إن عاش»؟من الهزال الثقافي والخواء الفكري، أن يتصوّر الإنسان أن جوائزهم التي تصحب إعلانها الطبول والمزامير، برهانٌ قاطعٌ على أن الأعمال التي تفوز بها هي فريدة عصرها ووحيدة دهرها. قال القلم: «المشهد كاريكاتور، لأن انتخاب ملكة جمال العالم، لا يعني أنها أجمل جميلات الأرض». خذ مثلاً جائزة نوبل للسلام، وتأمل القائمة منذ البداية، سترى فضائح، فالسلام في أحيان كثيرة ليس سوى قناع يخفي وراءه وجهاً دراكولياً دامي النيوب.للأسف، أهل الفلسفة والفكر والآداب والفنون، الذين يحافظون على توازنهم حين تُلقي دولهم، التي تدعي حمل راية القيم الحضارية، كلَّ منظومة القيم الحضارية،

في سلّة النفايات والمهملات، هم أندر من العملة النادرة. لماذا يتشدقون بالديمقراطية وحريات الفكر والرأي والتعبير، إذا كانوا يغمضون أعينهم، ويصمّون آذانهم، ويُلقمون أنفسهم حجراً، أو تصير النعامة قدوتهم، حين تعرض شاشات الواقع العالمي المعادلة القاسية: الفيل والقبّرة، الأسد والأرنب؟لزوم ما يلزم: النتيجة الوسطية: المشكلة معقّدة تشبه الأوضاع العالمية. الحل الوسط لدرء الصداع، هو: الثقافة شيء، والمثقفون شيء آخر، في الغرب أو عند العرب. أن يستغبي المرء نفسه، خير من أن يستغبيه غيره.

عبداللطيف الزبيدي – صحيفة الخليج

64b07247a6.jpg

كانت هذه تفاصيل خبر الفرق بين الثقافة والمثقف لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا