المناطق - إسلام داوود

“صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته” قاعدة فقهية استند إليها علماء الفقه ورجال الفتوى والتشريع الإسلامي لتحديد موعد الصيام بداية شهر رمضان المعظم، وكذا معرفة موعد انقضاءه وبدء اول أيام شهر شوال، من خلال الرؤية الشرعية للهلال.
لكن هذا العام سادت حالة من الجدل والتباين الأقرب للفوضى لدى الكثير من الدول العربية والإسلامية، ليس في اختلاف إعلان موعد انتهاء الشهر المعظم من دولة لأخرى بل في الدولة ذاتها.
وفي المملكة والإمارات والكويت والبحرين والوقف السني بالعراق ولبنان أعلنت سلطات الفتوى الثلاثاء أول أيام عيد الفطر المبارك فيما خالفت دول مصر والأردن وسلطنة عمان وسوريا وفلسطين وأغلب دول المغرب العربي معلنين الأربعاء و “الخميس” موعدا للعيد  .
تباين أثار شكوكا لدى البعض وتشكيكا من آخرين، في ظل تراجع بعض الدول عن موقفها من هلال رمضان، فالسلطات الليبية تراجعت فجر الثلاثاء عن قرار الأربعاء أول شهر شوال، وأعلنت رؤية الهلال بعد ساعات من أداء صياة القيام وتناول وجبة السحور.
وكذا في مصر أشارت مصادر إلى أن لجنة الفتاوى عادة مرة أخرى لاستطلاع هلال الشهر الكريم، قبل أن تقطع دار الإفتاء المصرية الشك بالتأكيد على صحة موقفها.
وفي العراق حدث انقسام بشأن بداية عيد الفطر لعام 1440 هجرية، بين المراجع السنية والشيعية.
وفي سوريا، أعلن القاضي الشرعي الأول ب‍دمشق، محمود المعراوي، أنه لم يُر هلال شهر شوال، الاثنين، وعليه فإن أول شوال، وأول أيام عيد الفطر، هو الأربعاء، 5 يونيو الجاري، بحسب وكالة “سانا” للأنباء.
بينما قال المجلس الإسلامي السوري، التابع للمعارضة، في بيان، “إنه نظرا لاعتماد دخول شهر شوال في الأقطار المجاورة لسوريا، فإن المجلس الإسلامي قرر أن الثلاثاء (الرابع من الشهر الجاري) هو أول أيام عيد الفطر”.
وفي اليمن، قالت وزارة الأوقاف والإرشاد التابعة للحكومة المعترف بها، في بيان، إنه تأكدت رؤية هلال شوال، وأن الثلاثاء هو أول أيام العيد.
بينما أعلنت مليشيا الحوثي تعذر رؤية هلال شوال، ومن ثم فإن الثلاثاء هو المتمم لرمضان، والأربعاء هو أول أيام عيد الفطر.
وفي السودان، أعلن تجمع المهنيين السودانيين وأطياف المعارضة السياسية، أن اليوم الثلاثاء، هو أول أيام شهر شوال وأول أيام عيد الفطر، قياسا على الدول العربية والإسلامية التي أعلنت أن الإثنين كان آخر أيام الشهر الفضيل، بينما أعلن المجلس العسكري قرارًا مخالفًا لتجمع المهنيين وأكد أن عيد الفطر غدا الأربعاء.
قرار عكس اختلافات سياسية عميقة داخل الدول العربية وبين المسلمين أكثر مما عكس اختلافا في رؤية الهلال نفسه، ما دفع مواطني بعض الدول العربية كمصر على سبيل المثال للإفطار وفقا لفتوى المملكة كونها قريبة جدا لمصر من الناحية الجغرافية.
شكوك البعض في تحديد موعد بداية شهر شوال غذتها بعض الأصوات التي أشارت إلى أن رؤية الهلال كانت عملية صعبة بالأمس.
وأكد الخبير الفلكي الكويتي، عادل السعدون، استحالة رؤية هلال شهر شوال يوم أمس الاثنين في المنطقة العربية، وخاصة في الكويت.
وتابع ” هناك 20 فلكيًا من مختلف الدول العربية أصدروا بيانا من المركز الدولي لعلوم الفلك وقالوا إن الهلال لن يرى وبالتالي نسمع أن أحدا رأى الهلال، يعني 20 فلكيًا غير من لم ينزلوا في الإعلان وكثيرون غيرهم كلامهم كله راح بوش، وبالتالي شخص قال إنه رأى الهلال ونحن متأكدون أنه لن يراه لا بالعين المجردة ولا بالتلسكوب ولا بكاميرات سي سي دي”.
وأردف: “نزلوا معاه صورة كلها غلط ولا هي صحيحة ولا هي تصوير المنطقة العربية وإنما تصوير جنوب أفريقيا، لأن القمر مقلوب وصورة الهلال مقلوبة، يا جماعة الهلال غاب مع الشمس دقيقتين حتى ما يمدي يأذن فكيف صوروه وهو في منطقة كلها غبار وغازات، يجب أن يكون ارتفاعه 5 درجات، ولكن ارتفاعه كان نصف درجة”.
وختم تصريحه بالتأكيد على أن إثبات الرؤية غير صحيح وليس له أي دواع شرعية، و”فطروا الناس بالغلط” على حد قوله.
وأضاف السعدون، في لقاء مع قناة “العربية”، الاثنين، أن المشكلة في تحري هلال شهر شوال هذا العام هي أن الهلال سيكون غائبا مع الشمس، مضيفا أن الفرق بينهما سيكون دقيقتين فقط، مؤكداً أنه خلال هاتين الدقيقتين يستحيل رؤية الهلال حتى وإن كانت السماء صافية تماماً.