اخبار العالم

إسرائيل تنسف مفاوضات وقف الحرب وتجلى 100 ألف فلسطينى تمهيداً لاجتياح رفح

ياسر رشاد - القاهرة - حكومة «نتنياهو» توافق بالإجماع.. و«جالانت» يبلغ «أوستن» بالخطة ويحمل حماس المسئولية

مئات الشهداء والمصابين فى مذبحة للأطفال والنساء ونزوح الآلاف تجاه خان يونس

منشورات صهيونية لمحاصرة النازحين و«الأونروا» ترفض إخلاء مواقعها

 

نسفت أمس حكومة الاحتلال الصهيونية برئاسة اليمينى المتطرف بنيامين نتنياهو مفاوضات وقف الحرب وصفقة الأسرى، وأعلنت بدء عملية إجلاء نحو 100 ألف غزى بالنزوح من الجزء الشرقى فى مدينة رفح إلى مدينتى المواصى وخان يونس.
وزعم متحدث باسم الاحتلال فى إحاطة أولية للصحفيين، أن عملية الإجلاء ستكون «محدودة النطاق» وستتم تدريجياً بعد موافقة الحكومة الإسرائيلية على الخطط.
وادعى أن العملية تأتى فى إطار مسعى إسرائيل لتفكيك حركة حماس، قائلاً إن الحركة أظهرت قدرتها على شن هجمات من المدينة بعد إطلاقها صواريخ من رفح فى وقت سابق، وشنت إسرائيل منذ ذلك الحين غارات جوية على رفح استشهد وأصيب جراءها عشرات الفلسطينيين معظمهم من الأطفال والنساء.
ودعا الاحتلال فى بيان له اهالى مناطق شرق رفح الفلسطينية جنوب غزة، إلى الإخلاء الفورى والتوجه نحو وسط القطاع، فى ظل التلويح بشن اجتياح برى على المدينة المكتظة وزعم أن المناطق التى سينتقل إليها النازحون مزودة بالخيام والطعام والمياه والأدوية، إضافة إلى مستشفيات ميدانية.
وطالب فى بيان له كل الأهالى والنازحين المتواجدين فى منطقة بلدية الشوكة وأحياء السلام والجنينة، وتبة زراع والبيوك فى منطقة رفح، بالإخلاء الفورى إلى المنطقة الإنسانية الموسعة بالمواصى.
وتصل طلبات اخلاء المواقع عبر الرسائل النصية والنشرات الورقية ووسائل التواصل الاجتماعى والاتصال الهاتفى لإجبار المدنيين فى المناطق المحددة على النزوح، وأسقطت القوات الإسرائيلية نسختين مختلفتين، إحداهما باللون الأحمر والأخرى بالأزرق.
ووجهت النسخة الحمراء لمناطق محددة فى رفح، وزعم الاحتلال أن قواته ستعمل هناك «بقوة شديدة»، محذراً من أن أى شخص سيعرض نفسه وأفراد أسرته للخطر إذا عثر عليه بالقرب مما وصفه بالمنظمات الإرهابية.
ودعا الاحتلال الإسرائيلى المدنيين إلى الانتقال للمنطقة الإنسانية فى منطقة المواصى، و«تجنب التوجه إلى شمال وادى غزة، أو الاقتراب من السياجين الأمنيين الشرقى والجنوبى». بينما أشارت النسخة الزرقاء إلى مزاعم باستمرار تقديم المساعدات الإنسانية. ونزح نحو 1,4 مليون فلسطينى إلى مدينة رفح إثر الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر الماضى فيما تصر أمريكا على خطة واضحة لإجلاء المدنيين قبل أى عملية عسكرية فى رفح، وأكد شهود فى مدينة رفح أن عائلات فلسطينية بدأت بالفعل مغادرة مناطق فى شرق المدينة بعد تلقى أوامر الإخلاء.
واجرى وزير الحرب الإسرائيلى يوآف جالانت محادثة هاتفية مع نظيره الأمريكى لويد أوستن قبل دعوة إسرائيل المدنيين لمغادرة أجزاء من شرق رفح.
وأعلن مكتب جالانت فى بيان له أنه أبلغ أوستن أن العمل العسكرى مطلوب فى رفح، فى ظل عدم وجود بديل، بسبب تعثر المحادثات بشأن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. وزعم البيان أن حماس غير جادة فيما يتعلق بأطر إطلاق سراح المحتجزين. 
وقال بيان لوزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» إن الرجلين ناقشا المفاوضات الجارية بشأن الرهائن والمساعدات الإنسانية ورفح. وكشفت مصادر عبرية أن الموافقة على العملية فى رفح، جنوب قطاع غزة، تمت بموافقة الإجماع فى مجلس الوزراء الإسرائيلى. وأكدت صحيفة يديعوت أحرنوت أن مجلس إدارة الحرب وافق فى وقت متأخر من فجر الاثنين على العملية فى رفح بالإجماع، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تبدأ العملية خلال أيام قليلة. بمجرد أن يبدأ إخلاء السكان، وأشارت إلى أن العملية ستكون إجراء محدوداً، يسمح لإسرائيل بالعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين. ووصف القيادى فى حماس، سامى أبوزهرى، الأمر الإسرائيلى بإخلاء رفح بالتصعيد الخطير، مشيراً إلى أن هذا الفعل، ستكون له تداعياته، وحمل أبوزهرى الإدارة الأمريكية وإسرائيل مسئولية هذا الإرهاب 
و أعلنت الرئاسة الفلسطينية أن سلطات الاحتلال بدأت فعلياً التمهيد لارتكاب أكبر جريمة إبادة جماعية باجتياح رفح الفلسطينية، وحملت الإدارة الأمريكية مسئولية السياسات الإسرائيلية الخطيرة 
وأضافت الرئاسة الفلسطينية أن واشنطن توفر الدعم المالى والعسكرى للاحتلال وتقف بوجه المجتمع الدولى لتمنع تطبيق قرارات الشرعية الدولية والتحرك فوراً لمنع الإبادة الجماعية والتهجير ومحاسبة الاحتلال على انتهاكاته الخطيرة. وواصلت القوى الغربية والعربية والأمم المتحدة تحذيراتها من العملية البرية الواسعة فى رفح، 
وحذر المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان من تداعيات التهجير فى رفح أقصى جنوب قطاع غزة كتمهيد لبدء عملية عسكرية تمثل إعلاناً بإعدام أكثر من 1,2 مليون فلسطينى فى المدينة وتصعيداً لجريمة الإبادة الجماعية.
واشار إلى ان المناطق التى طالتها أوامر الإخلاء شملت مستشفى أبويوسف النجار، وهو المستشفى المركزى فى رفح، وكذلك معبرا رفح البرى وكرم أبوسالم وأكد ان الهجوم البرى الوشيك على رفح قد يمثل نقطة التصعيد الأكثر دموية بحق المدنيين الفلسطينيين وسيؤدى لموجة أكبر من النزوح والمزيد من الاكتظاظ وقتل فرص الحصول على الغذاء الأساسى والمياه فى وقت قد ينهار تماماً النظام الصحى شبه المدمر أصلا.
وأوضح ان الاحتلال أنذر المدنيين بإخلاء الأحياء الشرقية لرفح باتجاه منطقة «المواصى» غرب مدينة خان يونس المجاورة، دون أى توضيح لكيفية نقل المدنيين بأمان إلى المنطقة المذكورة، أو كيفية تنظيمهم فور وصولهم. كما تحتوى أوامر الإخلاء على مجموعة من الأخطاء الجسيمة بما فى ذلك تقديم معلومات متناقضة وتسمية مناطق بشكل خاطئ بما لا يوفر أى ملاذ آمن للمدنيين وقد ينتهك التزام «إسرائيل» بموجب القانون الإنسانى الدولى بتقديم «تحذيرات متقدمة فعالة». وحذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) من نتائج شن هجوم إسرائيلى على رفح، وقالت إنها لن تغادر المدينة، وقالت الأونروا فى منشور على موقع إكس، المعروف سابقاً باسم تويتر، إن «الهجوم الإسرائيلى على رفح سيعنى مزيداً من المعاناة والوفيات بين المدنيين، وستكون عواقبه مدمرة لـ1,4 مليون شخص». وأشارت الوكالة إلى أنها لن تقوم بإخلاء مواقعها، وقالت «سنبقى فى رفح لأطول فترة ممكنة وسنواصل تقديم المساعدات المنقذة لحياة الناس». 
 

Advertisements

قد تقرأ أيضا