الارشيف / اخبار العالم

أزواد تسعى لنيل صفقة رابحة من الهيكل العسكري الجديد.. وتوقعات باستبدال "فاغنر" في مالي

ياسر رشاد - القاهرة - مواجهات دامية استمرت لعقود بين الجيش المالي ومقاتلي الحركات الأزوادية في إقليم أزواد الانفصالي شمال البلاد، استطاعت خلالها قوات باماكو دفع المقاتلين المتمردين إلى الحدود مع الجزائر وتضييق الخناق عليهم، ما دفع بقادة هذه الحركات المتمردة للبحث عن حلول لضمان تواجدهم على الأراضي المالية والاحتفاظ بما لديهم قبل فوات الآوان.


ومع قيام وزارة الدفاع الروسية باستبدال عناصر وقوات مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة تدريجيًا، بقوات الفيلق الإفريقي في عدد من الدول منها النيجر وبوركينا فاسو، واعتمادها "ليبيا" كقاعدة رئيسية له، والتي تنوي الوزارة الانتهاء من إعداده وهيكلته بحلول صيف عام 2024، تترقب قيادات الحركات الأزوادية استبدال مجموعة "فاغنر" في مالي أيضًا، وتسعى إلى إيجاد صيغة للتوافق مع قادة الفيلق والتباحث معهم بما يخص الإقليم الشمالي لمالي.

 


وبحسب مصادر اعلامية، يسعى قادة الحركة الوطنية لتحرير أزوادبشكل حثيث لترتيب لقاء مع قيادات وممثلي الفيلق الإفريقي الروسي الجديد في ليبيا، وذلك لعقد صفقة تضمن وقف زحف الجيش المالي في الشمال، الذي كبدهم خسائر فادحة في الشهور الأخيرة، بالإضافة إلى مناقشة مصير الإقليم والحكم الذاتي.

إيجاد صيغة توافقية


وقالت المصادر، إن الحركة الوطنية لتحرير أزواد ترى بأن قادة الفيلق الإفريقي قد يكونون منفتحين على الحوار من أجل إيجاد صيغة توافقية لوقف الأعمال القتالية،وللاستمرار فيمسار الحكم الذاتي دون مضايقات عسكرية، الأمور التي كانت قد امتنعت عنها مجموعة "فاغنر" واستمرت بمساندة جيش مالي، وتسببت بتقدمه في العديد من المناطق في الشمال ودفع الحركات الأزوادية إلى الحدود مع الجزائر.


وأضافت المصادر إلى أن حركة تحرير أزواد من جهتها تقوم بإيقاف جميع الهجمات على المواقع العسكرية سواءًا التابعة لجيش مالي أو لـ"الفيلق الإفريقي" الروسي الجديد وإلحاق أضرار بشرية في مناطق تجمع القوات.


وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة فاغنر لعبت دورًا محوريًا في ضرب معاقل التنظيمات المسلحة والإرهابية في جمهورية مالي، منذ 2021، وساندت جيش البلاد بتقديم الاستشارة العسكرية والخبرات، ولكن وبعد مقتل مؤسسها "يفغيني بريغوجين" بحادث تحطم طائرة في أغسطس 2023، بدأت وزارة الدفاع الروسية بضم قوات جماعة فاغنر إلى هيكل "الفيلق الإفريقي" الجديد الذي قامت بتشكيله أو استبدالهم، ما أثار تساؤلات حول مستقبل البلاد السياسي والعسكري، خصوصًا وأن الفيلق الجديد قد لا يكمل ما بدأته "فاغنر" منذ سنوات في تعاونها مع المجلس العسكري في باماكو.

 

استقلال المناطق
وعلى الصعيد الداخلي في جمهورية مالي، في 5 أبريل 2012 أعلنت "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" استقلال المناطق التي سيطرت عليها في شمال مالي تحت اسم "جمهورية أزواد" مشيرة إلى رغبتها في إقامة دولة علمانية. وقد ناشد الأمين العام للحركة بلال الشريففي بيان أصدره آنذاك، دول العالم الاعتراف باستقلال بلاده وتبادل التمثيل الدبلوماسي معها، ولكنها لم تحظى باعتراف دولي منذ ذلك الحين.

Advertisements

قد تقرأ أيضا