الارشيف / لايف ستايل

الامارات | «التراث البحري» يحتفي بحِرف الأجداد وذكرياتهم

  • 1/2
  • 2/2

شكرا لقرائتكم خبر عن «التراث البحري» يحتفي بحِرف الأجداد وذكرياتهم والان نبدء بالتفاصيل

الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - بأسلوب تفاعلي مبتكر، يواصل مهرجان التراث البحري في دورته الثالثة، الاحتفاء مع زوّاره بالتراث البحري في الإمارات والمنطقة، بكل ما يرتبط به من حِرف ومهن وتقاليد وعادات وممارسات ارتبطت بالبحر، كما يكشف كيف كان للبحر تأثيره الكبير في تشكيل حياة المجتمع خلال فترة ما قبل النفط.

ويحمل المهرجان، الذي تختتم فعالياته مساء اليوم، بتنظيم من دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، زوّاره في جولة بين أروقة القرية الساحلية التي تم إنشاؤها في منطقة «عَ البحر» على كورنيش أبوظبي، وتضم عدداً من الفرجان المميزة بتصميمها القديم، والأسواق بمحالها البسيطة المصنوعة من العريش والخوص، وما تعرضه من سلع بسيطة تعيد إلى الذاكرة زمن الطيبين.

في منطقة الحِرفيين التي تجمع عدداً من أصحاب الحِرف التقليدية المرتبطة بالبحر، يجلس الوالد أحمد عيسى آل علي (بوخليفة)، ليوضح للجمهور كيفية صناعة (القراقير) التي تستخدم في صيد الأسماك. وأشار لـ«الإمارات اليوم»، إلى أن أهل المنطقة اعتمدوا على المواد الموجودة في البيئة لصناعة ما يحتاجونه من أدوات، فاستخدموا جريد وعزوق النخيل لصناعة (القراقير)، ولذلك كانت تُسمى «قراقير العسج» و«الشراخ»، لأن الحِرفي كان يقوم بسحل الجريد (العسج) وشرخه، لافتاً إلى أن البيوت قديماً كانت بجوار البحر، فكان يتم توضيب (العسج) في الماء حتى يصبح ليناً ويمكن تشكيله، أما حجم (القرقور) فكان له مقاسات مختلفة، منها قص باع أو باع ونص أو باعين إلى أن يصل إلى «الدوبي» وهو (القرقور) الكبير ويصنع من جريد النخل. كما تختلف (القراقير) في أنواعها، وكانت الطحالب توضع داخل (القرقور) كطُعم لجذب الأسماك، حيث لم يكن استخدام الخبز طُعماً سائداً في ذلك الوقت.

وأوضح (بوخليفة): «إن الأسماك قديماً كانت كثيرة وتوجد قرب الشاطئ (السيفة)، لأنه لم تكن هناك قوارب تدور بالموتور وتقوم بتلويث البيئة أو تسبب إزعاجاً، فيهرب السمك كما يحدث الآن، ففي وقتها كانت القوارب والسفن بأشرعة ومجاديف».

تأثير البحر في الحياة بالمنطقة لم يقتصر على الصيد والحِرف المرتبطة به، فقد امتد إلى مجالات أخرى، مثل الموسيقى والفنون الأدائية عبر رحلات التجارة البحرية التي كانت تربط بين الإمارات ودول العالم، ولذلك خصص مهرجان التراث البحري مساحة واسعة هذا العام للتعريف بموسيقى البحر وما يرتبط بها من فنون أداء، مثل الأوبريت الغنائي «في كل نهمة قصة»، أو من خلال ورش العمل التي تهدف لتعريف الجمهور بأسلوب تفاعلي بهذه الفنون، ومنها ورشة عمل «تخامير» التي تجتذب شريحة كبيرة من الجمهور من مختلف الجنسيات والأعمار لتعلم الإيقاعات الموسيقية التقليدية.

وأوضح الوالد عبيد حسن مطوّع الكعبي، لـ(الإمارات اليوم)، أن «(التخامير) تعني الطبول، وهي تُعدّ الأداة الرئيسة في الموسيقى التقليدية، وكانت تصنع قديماً من جلود البقر والحبال، أما الهيكل فيصنع من الحديد، حيث كان صانع الطبول يجلب جلد البقر من المسلخ ويقوم بتجهيزه بوضع كمية من الملح عليه وتركه ليجف، بعد ذلك يتم قصه حسب حجم الطبل، ويتم تثبيت الجلد باستخدام طوق من الحديد، بينما يتم التحكم في قوة الصوت عن طريق حبل»، مشيراً إلى أن في الماضي كانت عملية صنع الطبول تتم بأدوات بسيطة، وكان تصنيع طبل واحد يستغرق فترة من 15 إلى 45 يوماً، أما اليوم أصبحت أسهل بواسطة مخرطة حديثة، ويمكن صناعة قطعتين أو ثلاثة في اليوم».

ويشارك الوالد مبارك فايل، في المهرجان، عبر تقديم مهنة صناعة وتصليح المجاديف التي كانت تستخدم في القوارب قديما، وهي حِرفة كان يقوم بها البحارة الذين يعملون على المحامل (السفن)، مشيراً إلى أن القوارب والسفن كانت تتعدد من حيث الأحجام والأشكال، منها (الهوري) وهو قارب صغير يحمل شخصين أو ثلاثة، وكان يبحر باستخدام المجاديف، و(السمبوك) الذي يحمل ما يقرب من ستة أشخاص ويحتاج إلى أربعة مجاديف في العادة، وكانت تستخدم هذه القوارب لجلب أشياء من الشاطئ إلى السفن الكبيرة، وكانت توضع على السفينة في ما بعد، وأحياناً كان البحارة يتسابقون بها في البحر.

. المهرجان يكشف كيف كان للبحر تأثيره الكبير في تشكيل حياة المجتمع خلال فترة ما قبل النفط.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر

Share
فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
Advertisements