الارشيف / لايف ستايل

الامارات | علي الحمادي: شغفي بالخط قادني إلى تأسيس متحف في البيت

  • 1/2
  • 2/2

شكرا لقرائتكم خبر عن علي الحمادي: شغفي بالخط قادني إلى تأسيس متحف في البيت والان نبدء بالتفاصيل

الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - حكاية شغف مع عالم الخط وأدواته، دفعت بالإماراتي علي الحمادي إلى تكوين متحف خاص بأدوات هذا الفن العربي الأصيل في منزله، ليزيد عدد المقتنيات التي جمعها على 7000 قطعة من المخطوطات والمصاحف والمحابر وكذلك القصب، والتي تعود إلى عصور وبلدان مختلفة.

جمع الخطاط الحمادي تلك القطع على مدى 17 عاماً، ويواصل إلى اليوم رحلته مع النوادر، ليصبح من خلالها ضيفاً على معارض خاصة لتعريف الجمهور وعشاق الخط بتلك المقتنيات.

الحروف كانت بدايات الشغف الأولى لدى الحمادي، لتقوده بعد حين إلى تعلم التذهيب، وصولاً إلى الاقتناء، كما أكد في حواره مع «الإمارات اليوم»، مضيفاً «بدأت بدراسة فن الخط العربي بمجهود فردي، ولم تكن البداية مع الكتابة بالقصب، فهو لم يكن موجوداً وقتها في الدولة، ولذا تعمدت تعلم الخطوط الهندسية ومنها الكوفي، ويمكن الحديث عن 30 نوعاً منه، وبغالبيتها تعتمد على الهندسة ولا تحتاج إلى القصب والحبر».

وأوضح أنه تعلم في البدء الخط الكوفي الفاطمي وبطريقة التقليد، وانتقل منه إلى الكوفي المربع، ومن ثم الكوفي المملوكي وبعدها الكوفي النيسابوري، وكلها خطوط تعتمد على الهندسة، ومع مرور الوقت، باتت هناك مراكز تحتضن الخط وتُعنى به، وإذ أصبح هناك أساتذة متخصصون يأتون إلى الإمارات لتعليم الخط العربي، وعندها درس الحمادي «الرقعة» الذي يعد جسر العبور للخطوط الأخرى، فهو الأساس للخطوط القصبية وينقل الخطاط إلى كل الألوان المتبقية، كونه يُعد تمريناً جيداً لليد وللكتابة، على حد تعبير الخطاط الإماراتي.

التذهيب والزخرفة

وفي محطة تالية، انتقل الحمادي بتجربته إلى التذهيب والزخرفة، إذ يرى أن الخط صديق الزخرفة، ولذا تعمد أن يتعلم هذا الفن بشكل ذاتي في البدء، ولكن المعلومات التي تقدمها الكتب في هذا الإطار غير كافية، مشيراً إلى أنه استفاد بشكل كبير من خبرات المزخرفين. ووصف الحمادي الزخرفة بأنها بحر واسع تماماً كفن الخط، إذ تحتوي على مجالات متعددة وخامات متنوعة، مستشهداً بالمخطوطات القديمة التي كانت في بلاد الشام ومصر، والتي تبرز الاهتمام بالتذهيب لاسيما في المصاحف وتحديداً المملوكية.

عالم فسيح

ومن هذا الشغف بعالم الخط الفسيح، سواء مع الكتابة أو التذهيب، انطلق الحمادي لتكوين متحفه الخاص في منزله، إذ بدأ بالاقتناء منذ 17 عاماً، وجمع ما يزيد على 7000 قطعة، أغلبها متوارثة وتطرح في مزادات، لافتاً إلى أن أول قطعة في مجموعته الكبيرة كانت نسخة من القرآن الكريم للخطاط أحمد قره حصاري، وهو خطاط السلطان سليمان القانوني في الدولة العثمانية، ويصل وزنه إلى 25 كيلوغراماً بسبب ثقل الورق، وكمية الزخرفة والتذهيب الذي يحتويه، وقد كُتب خلال 13 سنة، حتى إن الخطاط الذي كتبه توفي قبل أن يكمله.

ونوه الحمادي بأن جمع تلك القطع تطلب منه ميزانية كبيرة، ولذا توجه بعد شراء المصحف، إلى اقتناء المحابر والأقلام، وحرص على شراء القطع التي استخدمت من قبل خطاطين قدامى لتكون مميزة في قيمتها التاريخية، إذ بدأ بمرحلة جمع الأدوات من تركيا ومصر.

وحول طريقة العناية بهذه المقتنيات، قال الحمادي إنها بالفعل تتطلب نوعاً خاصاً من الاهتمام، فلابد أن يكون المكان المحفوظة فيه بدرجة حرارة وبرودة معينة، وكذلك أن تكون الرطوبة معدومة كيلا تتأثر القطع، وهذا يحتاج إلى مساحة ضخمة، كاشفاً أن الحفاظ على القطع يتطلب منه استشارة المتخصصين، لاسيما المصاحف والمخطوطات التي تحتاج إلى عناية من نوع خاص.

يمتلك الحمادي مجموعة من القطع النادرة، ومنها محبرة تعود إلى فترة السلاجقة، وتاريخها يعود إلى 800 سنة، وكذلك محابر ومقلمة من الدولة العثمانية تعود إلى ما قبل 700 سنة، فضلاً عن مقتنيات تعود للعصر البخاري، و«أقلام» تعود إلى 650 عاماً.

كما يمتلك محابر قديمة جداً، وهي التي كان يمسكها الخطاط بيديه ولا يمكن وضعها على طاولة، موضحاً أن بعض هذه القطع غير مؤرخة.

ولدى الحمادي أيضاً مجموعة من المصاحف النادرة، ومنها مصحف «باي سنغور» الذي يعود إلى فترة تيمورلنك، مبيناً أن باي سنغور هو أحد السلاطين، وكان جده هولاكو، ولكن المصحف غير مكتمل. ولفت إلى أنه ينتظر أن يصله مصحف ياقوت، وهو من المصاحف النادرة جداً.

وإلى جانب احتفاظ الحمادي بهذه القطع في منزله، وفتحه لمن يرغب في التعرف عليها، يقدم العديد من مقتنياته في معارض، إذ تتم دعوته لتقديمها، في جامعات وجهات ثقافية لاسيما في المناسبات الدينية كشهر رمضان المبارك، حيث يُحتفى بالفنون الإسلامية.

• 17 عاماً، جمع خلالها الحمادي القطع النادرة التي يمتلكها.


علي الحمادي:

• المقتنيات تتطلب نوعاً خاصاً من الاهتمام، فلابد أن يكون المكان المحفوظة فيه بدرجة حرارة معينة.

• الزخرفة بحر واسع تماماً كفن الخط، إذ تحتوي على مجالات متعددة وخامات متنوّعة.


المشاركة في المعارض

أكد الخطاط علي الحمادي، أن المشاركة في المعارض تتطلب دراسة طبيعة القطع التي ستقدم للجمهور، وكيفية تسليط الضوء عليها بطريقة مميزة، وفي الآن ذاته دون أن يطالها أي تلف، خصوصاً أن بعض المعارض تكون في أماكن عامة ومكتظة بالزوّار.

اكتشافات الرحلة

قال الخطاط علي الحمادي، إنه صادف مجموعة من الغرائب خلال رحلة جمع مقتنياته، إذ اكتشف الخطاط محمد بيدستوبي، الذي طلب من والده تعلم الخط العربي في الطفولة، ورفض الأب لأن الابن وُلد دون أطراف مكتملة، ولكنه بإصراره تمرّن على الخط عبر تثبيت القلم بالزند، واعتبر في تلك الفترة التي تعود لأواخر الدولة العثمانية من أهم من كتبوا الخط العربي. ولفت إلى أن هذه القصة تتشابه، ولكن في فترة سابقة، مع بنت الخودوري التي عاشت في عصر العباسيين، واعتبر خطها من بين الأجمل وقتذاك، وكانت مولودة أيضاً دون أطراف.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر

Share
فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
Advertisements