الارشيف / اخبار العالم / اخبار اليابان

اليابان | نبذة عن الآلهة المتنوعة في الأساطير اليابانية

  • 1/9
  • 2/9
  • 3/9
  • 4/9
  • 5/9
  • 6/9
  • 7/9
  • 8/9
  • 9/9

تشير الأساطير اليابانية إلى وجود عدد لا يحصى من آلهة الكامي المتنوعة السماوية منها والأرضية، بالإضافة إلى شخصيات تاريخية باتت تعبد كآلهة. وفي هذه المقالة تطلعنا خبيرة في الأساطير اليابانية على الأنواع المختلفة من الآلهة التي تشكل بمجموعها آلهة اليابان.

كامي والطبيعة

تسكن ”كامي (آلهة وأرواح في المعتقدات الشينتوية المحلية في اليابان)“ مجموعة واسعة من الأماكن. ودرجت العادة على أن يُنظر إليها بأنها تسكن الطبيعة، في منازل أرضية مثل الأشجار والصخور أو أجرام سماوية مثل الشمس والقمر. يشير وجود ”شيميناوا (حبل خاص تتدلى منه شراريب وشرائط بيضاء مقصوصة بشكل متعرج)“ إلى قدسية أو نقاء شيء أو مكان ما. وغالبا ما تكون معلقة على تشكيلات صخرية مقدسة وأشجار معمرة مقدسة داخل معابد شينتوية. كما تحظى الجبال بقدسية، مثل جبل فوجي أشهر قمة مقدسة في اليابان.

يشير حبل شيميناوا إلى وجود صخرة مقدسة (إيواكورا) في إيزومو دايجينغو بمحافظة كيوتو (© كازينوتامي/بيكستا)
يشير حبل شيميناوا إلى وجود صخرة مقدسة (إيواكورا) في إيزومو دايجينغو بمحافظة كيوتو (© كازينوتامي/بيكستا)

من المعتقد أن عبادة الطبيعة مورست في اليابان منذ عصور ما قبل التاريخ، ولكن ليس هناك إلا القليل من الأدلة المادية التي تشير إلى الأشكال التي اتخذتها. حيث يُعتقد أنه مع بداية زراعة الأرز في اليابان خلال فترة يايوي (حوالي 300 قبل الميلاد - 250 م)، كان الناس يصلون إلى مظاهر طبيعة مختلفة من حولهم مثل الشمس والمطر والأشجار والجبال، متضرعين لها من أجل أن تنعم عليهم بوفرة الحصاد. وأقرب دليل على هذه الممارسة هو من مواقع مثل معبد أوميوا على جبل ميوا في محافظة نارا والذي يعد أحد أقدم المعابد الشينتوية في اليابان. فقد اكتشفت هناك أشياء مقدسة مثل حجارة على شكل الفاصلة تسمى ”ماغاتاما“ مدفونة تحت صخور كبيرة، ويرجع تاريخ هذه الأشياء إلى الفترة بين القرن الرابع إلى القرن السادس الميلادي، ما يشير إلى وجود طقوس عبادة للتشكيلات الصخرية.

كان ميوا يعتبر الجبل الأكثر قدسية (شينتايسان) في منطقة ياماتو القديمة (© بيكستا).
كان ميوا يعتبر الجبل الأكثر قدسية (شينتايسان) في منطقة ياماتو القديمة (© بيكستا).

ولكن مع مرور الوقت أصبحت الظواهر الطبيعية تنسب إلى أشكال بشرية، ليصبحوا آلهة الكامي التي تظهر في الأساطير اليابانية. وانضمت إليهم آلهة شعبية وأنواع أخرى من الأرواح الإلهية تطورت على مر العصور لتشكل مجموعة الآلهة اليابانية الغنية والمتنوعة.

آلهة من الأساطير

تضم اليابان نحو 80 ألف معبد شينتوي. ورد ذكر غالبية هذه الكامي المقدسة في السجلين التاريخيين كوجيكي ونيهون شوكي اللذين يعودان إلى أوائل القرن الثامن، بالإضافة إلى الكثير من القصص القديمة (فودوكي) من مناطق مختلفة تروي أساطير عن بداية الخلق وأساطير أخرى تثبت النسب الإلهي للأباطرة اليابانيين. وقد جُمعت تلك الوثائق خلال مرحلة تحول في التاريخ الياباني عندما كانت الحكومة ترغب في تعزيز قوة الدولة من خلال أحداث تاريخية تضفي شرعية على سلطتها. وإذا استبعدنا هذه الخلفية السياسية والتاريخية، فسنجد أن تلك القصص تكشف بجلاء عن عادات وثقافة اليابانيين ورؤيتهم للعالم في العصور القديمة.

ومن بين الأحداث التي ذكرت بالتفصيل في تلك الأعمال، تحتل ولادة إلهة الشمس أماتيراسو أهمية خاصة.

أماتيراسو

تقول الأساطير اليابانية إن الإله إيزاناغي والإلهة إيزانامي خلقا جزر اليابان وبحارها، في عملية أطلق عليها كوجيكي المجموع في عام 712 اسم ”كونيؤمي (ولادة الأرض)“. تقول الأسطورة إن هذين الزوجين الإلهيين كانا يقفان على جسر عائم يمتد عبر السماوات ثم حركا أولا الماء الملحي المتلاطم في الأسفل برمح مرصع بالجواهر، وتشكلت جزيرة من تساقط قطرات من طرفه. نزل الإلهان إلى الجزيرة وتزوجا، وشكلا بعد ذلك الجزر الأخرى للأرخبيل الياباني إلى جانب الجبال والأنهار والنباتات ومظاهر أخرى من العالم الطبيعي.

وبعد اكتمال هذه المهمة أنجبت إيزانامي عدة أطفال. ولكن أثناء ولادتها بإله النار ”كاغوتسوتشي“ أصيبت بحروق شديدة وماتت، لتنزل إلى أرض ”يومي“. سافر بعد ذلك إيزاناغي هناك في محاولة لإعادة عروسه إلى عالم الأحياء. لكنه فشل في مسعاه، فقام بتطهير نفسه عبر طقوس (ميسوغي)، حيث عمد إلى غسل وجهه وأنجب ”ثلاثة أطفال نبلاء“ هم: أماتيراسو من عينه اليسرى وتسوكويومي من عينه اليمنى وسوسانوؤ من أنفه. يلعب كل من أماتيراسو وسوسانوؤ دورا مركزيا فيما سيأتي من أحداث، ولكن لسبب ما لم يتحدث سجل كوجيكي بالكثير عن تسوكويومي.

إيزانامي وإيزاناغي (© ساتو تاداشي).
إيزانامي وإيزاناغي (© ساتو تاداشي).

يقدم سجل نيهون شوكي المجموع عام 720، نسخة مختلفة قليلا من أسطورة الخلق، حيث يتشاور إيزاناغي وإزانامي معا ويقرران خلق كامي يحكم الأرض التي أنشآها للتو. يُنصّب السجل أماتيراسو منذ ولادتها حاكمة للسهول السماوية العليا (تاكاما نو هارا) ورئيسة للآلهة اليابانية. في حين يذكر كوجيكي أن إيزاناغي عهد إلى أماتيراسو بحكم السهول السماوية.

ولكن وصول شقيقها الأصغر سوسانوؤ (إله متهور طرد من العالم السماوي لتقصيره في واجباته وارتكابه العديد من الأعمال الشنيعة) يمثل تحديا لأماتيراسو التي ترى أن شقيقها المشاكس ينافسها في الحكم، وترتدي عدة الحرب استعدادا لذلك.

بعد أن ألقى سوسانوؤ الغاضب مهرا سماويا مرقطا في قاعة النسيج الخاصة بها، تختبئ أماتيراسو في كهف (© ساتو تاداشي).
بعد أن ألقى سوسانوؤ الغاضب مهرا سماويا مرقطا في قاعة النسيج الخاصة بها، تختبئ أماتيراسو في كهف (© ساتو تاداشي).

أكد سوسانوؤ لأخته أنه لا يضمر أي نية خبيثة، وبعد أن أقسما اليمين على صدقهما، ولد كل منهما أطفالا من متعلقات الإله الآخر. حيث ولدت أماتيراسو من سيف سوسانوؤ 5 آلهة ذكور، وأنشأ سوسانوؤ 3 بنات من عقد مجوهرات كانت ترتديه أماتيراسو. وبعد أن ولد سوسانوؤ ”فتيات جميلات“ أعلن نصره على أخته، ثم اجتاح ”تاكاما نو هارا“ وأحدث فوضى في القاعات والحقول وقتل ”العذراء الحائكة السماوية“. شعرت أماتيراسو بالرعب وأغلقت على نفسها داخل ”أما نو إيوايا (المغارة الصخرية السماوية)“، ما تسبب في إغراق العالم في الظلام والكوارث.

أصبح آلهة الكامي الآخرون في حيرة من أمرهم واجتمعوا لتنظيم طقوس، حيث استعدوا لها عبر تعليق سلسلة من خرز ماغاتاما ومرآة – وهما اثنان من ”الكنوز الثلاثة المقدسة“ التي نُقلت لاحقا إلى الأباطرة المتعاقبين – على أغصان شجرة ساكاكي مقدسة. ثم أدت الإلهة أوزومي – أثناء الطقوس – رقصة خليعة تسببت في انفجار الآلهة الآخرين في ضحك صاخب. شعرت أماتيراسو بالفضول لمعرفة سبب الضجيج وألقت نظرة من المغارة التي تختبئ فيها فرأت انعكاسها في المرآة، واقتربت ببطء لاستبيان الأمر، وهكذا أخرجت من مكان اختبائها وعاد النور إلى العالم. طُرد سوسانوؤ على الفور، واستعادت أماتيراسو مكانتها في ترأس المملكة السماوية.

درج حجري يصل إلى مبنى المعبد الرئيسي لإيسي جينغو المكرس لأماتيراسو (© بيكستا).
درج حجري يصل إلى مبنى المعبد الرئيسي لإيسي جينغو المكرس لأماتيراسو (© بيكستا).

تصور الأساطير اليابانية إلهة الشمس بطريقة مختلفة تماما عن الآلهة العليا للديانات التوحيدية. فهي بطبيعتها غير معصومة من الخطأ، حيث تؤثر عيوبها المختلفة على تقديرها وسلوكها. كما أنها تتعلم من تجاربها، وتأخذ مشورة كامي آخرين. وبعد فترة من الزمن، أرسلت أماتيراسو حفيدها الإله نينيغي إلى الأرض، والذي ينحدر منه نسل السلالة الإمبراطورية اليابانية وتراثها الأسطوري.

في وقتنا الحالي، تُعبد أماتيراسو في المعابد الشينتوية في جميع أنحاء اليابان، ولا سيما في إيسي جينغو أهم المعابد اليابانية الكثيرة، بالإضافة إلى معابد شينمي المختلفة المنتشرة في جميع أنحاء البلاد.

من السماء إلى الأرض: آلهة الفولكلور

ينضم إلى تلك الآلهة المرموقة المدرجة في كوجيكي ونيهون شوكي آلهة كامي تطورت كجزء من المعتقدات الشعبية طويلة الأمد. ومن أبرز هؤلاء إبيسو، أحد آلهة الحظ السعيد السبعة ”شيتشيفوكوجين“ في اليابان. يُصور إبيسو وهو يحمل بيده عصا ويحمل سمكة دنيس بحري كبيرة باليد الأخرى، ويُعتقد أنه نشأ كإله لصيد الأسماك.

لطالما أشارت كلمة إبيسو إلى الغيرية، وعادة ما كانت تستخدم لوصف النعم غير المتوقعة التي تحملها الأمواج. ففي مجتمعات صيد الأسماك على سبيل المثال، يشير مصطلح إبيسو تقليديا إلى جثث الدلافين أو الحيتان أو جثث ضحايا الغرق الذين تجرفهم الأمواج إلى الشاطئ. وكانت تلك الاكتشافات المروعة تعتبر ميمونة لأنها تشير إلى تغييرات في التيارات البحرية من شأنها أن تجلب صيدا وفيرا.

إبيسو يحمل صنارة صيد وسمكة دنيس بحري، وإلى جواره ساروتاهيكو ذي الأنف الطويل المميز (© ساتو تاداشي).
إبيسو يحمل صنارة صيد وسمكة دنيس بحري، وإلى جواره ساروتاهيكو ذي الأنف الطويل المميز (© ساتو تاداشي).

تمثال لأوغاجين في معبد ميموروتوجي البوذي في أوجي بمحافظة كيوتو (© بيكستا).
تمثال لأوغاجين في معبد ميموروتوجي البوذي في أوجي بمحافظة كيوتو (© بيكستا).

وعلى الرغم من غياب ذكر إبيسو في أساطير كوجيكي ونيهون شوكي، إلا أنه مرتبط بهيروكو، الابن المشوه لإيزاناغي وإيزانامي اللذين وضعاه في قارب من القصب بعيد ولادته. وفي الواقع، فإن معبد نيشينومييا في محافظة هيوغو، وهو المعبد الشينتوي الرئيسي الذي يضم آلاف المواقع التي تقدس إبيسو، يعتبر أن هذين الإلهين أنهما كامي واحد.

من بين الآلهة الأخرى التي نشأت في المعتقدات الشعبية ”كوجين“ إله الموقد و ”توشيغامي“ آلهة رأس السنة الجديدة و ”تا نو كامي“ إله حقول الأرز و ”أوغاجين“ إله الحبوب (يصور بجسم ثعبان ورأس رجل ملتح) و ”أوشيراساما“ الذي يُعبد في منطقة توهوكو باعتباره إله ديدان القز. وعلى غرار إبيسو، أصبحت الكثير من هذه الأرواح مرتبطة بكامي في الأساطير اليابانية، مثل ”دوسوجين“ إله يحرس القرى من الأرواح الشريرة ويتم تحديده مع ”ساروتاهيكو“ مرشد نينيغي أثناء نزوله إلى الأرض. كما تعمل مثل هذه الصلات في الاتجاه المعاكس. فمن المعتقد أن ساروتاهيكو، الذي يصوره نيهون شوكي بأنف طويل جدا، هو نموذج لتينغو (مخلوقات ذات صفات شكلية مماثلة لساروتاهيكو في الأساطير اليابانية).

ولعل الإله الأكثر انتشارا هو ”إيناري نو كامي“ الذي تتميز معابده الشينتوية – وأشهرها معبد فوشيمي إيناري – ببوابات توري ذات اللون القرمزي. يشار إلى هذا الإله عادة باسم ”أو إيناري سان“ ويُعبد في المقام الأول باعتباره إله زراعة الأرز والتجارة.

من إنسان إلى كامي

على خلاف الأديان التي ترسم خطوطا واضحة بين الله والمخلوقات، تؤكد الديانة الشينتوية على أن كامي تسكن في كل الأشياء، ما يمكن الناس أنفسهم من أن يصبحوا آلهة. وهناك عدد من الشخصيات التاريخية التي أصبحت تُعبد باعتبارها كامي. ومن أبرز هؤلاء ”سوغاوارا نو ميتشيزاني“ (845–903) أحد رجال البلاط في فترة هييان.

ميتشيزاني هو أحد كبار علماء البلاط ورجل دولة، وقد ارتقى إلى مكانة بارزة في الحكومة، لكنه هزم على يد منافسيه الذين اتهموه زورا بالتآمر ضد الإمبراطور. ثم نُفي لاحقا إلى دازايفو – المقر الرئيسي للحكومة في كيوشو – وتوفي بعد فترة وجيزة. سرعان ما حدثت موجة من الكوارث والأحداث المؤسفة في كيوتو، بما في ذلك مقتل العديد من الأمراء واشتعال النار في جزء من القصر الإمبراطوري بسبب البرق، ما أسفر عن مقتل العديد من الأشخاص الذين كانوا وراء إسقاط ميتشيزاني. وقد رُبطت تلك الكوارث بميتشيزاني، الذي يُعتقد أنه عاد للانتقام باعتباره أونريو (نوع من الأشباح الخبيثة). ولتهدئة روحه الغاضبة، تم العفو عن ميتشيزاني بعد وفاته ومنح صفة إلهية باسم تينجين، وأصبح يعبد في معبد كيتانو تينمانغو الشينتوي في كيوتو.

تمثال ثور وخلفه أزهار برقوق، وهما يرمزان لسوغاوارا نو ميتشيزاني، على أراضي معبد كيتانو تينمانغو الشينتوي (© بيكستا).
تمثال ثور وخلفه أزهار برقوق، وهما يرمزان لسوغاوارا نو ميتشيزاني، على أراضي معبد كيتانو تينمانغو الشينتوي (© بيكستا).

تحول ميتشيزاني – الذي أصبح يُعبد باسم تينجين – مع مرور الوقت من روح انتقامية إلى شخصية تحظى بالاحترام بسبب أعماله الأدبية. وفي يومنا الحالي، يوقر تينجين كإله للمنح الدراسية، حيث تزور أعداد كبيرة من الطلاب في كل عام المعابد المكرسة لتينجين للصلاة من أجل النجاح في امتحانات القبول بالمدارس.

كما أن توكوغاوا إياسو مؤسس شوغونية إيدو هو إنسان آخر ارتقى إلى رتبة إله، حيث يُعبد باسم توشو دايغونغين، وقد كُرّس له معبد نيكّو توشوغو في محافظة توتشيغي.

وهذه هي مجرد أمثلة قليلة على الآلهة التي توضح التنوع الواسع لـ”كامي“ الذين يشغلون قسما كبيرا من آلهة اليابان الوافرة والمتدفقة.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: أماتيراسو تخرج من كهفها. © ساتو تاداشي)

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | نبذة عن الآلهة المتنوعة في الأساطير اليابانية لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا