الارشيف / اخبار العالم / اخبار اليابان

اليابان | كيف تحول عضو في الياكوزا اليابانية إلى محامٍ... السبب وراء كشف محامٍ فريد عن ماضيه المثير!

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

قام المحامي موروهاشي يوشيتومو (47 عامًا) بافتتاح ”مكتب موروهاشي للمحاماة“ في حي تايتو في مدينة طوكيو. وتم إصدار الطبعة الرابعة من كتابه” محامٍ من الياكوزا سابقًا“ (دار سايزوشا للنشر)، والذي تم نشره في شهر مايو/أيار من هذا العام. وعلى الرغم من ماضيه المتمثل بالاعتقال وإجباره على دخول المستشفى بسبب إدمان المخدرات، إلا أنه كثيرًا ما يتم إجراء مقابلات صحفية معه باعتباره” محاميًا فريدًا“ اجتاز امتحان المحاماة، الذي يقال إنه أصعب المؤهلات المهنية الوطنية. ويقول السيد موروهاشي” على الرغم من أن الناس من حولي قالوا لي ألَّا أتجرأ على الكشف عن ماضيَّ، إلا أنه كانت لدي رغبة قوية في أن يعرف المجتمع أن هناك أشخاصًا مثلي“.

اللقاء مع ”المخدرات“ التي أسقطت الطالب المتفوق

وُلد في مدينة إيواكي في محافظة فوكوشيما. وتدير عائلته مصنعًا لصناعة المعكرونة. وهو الطفل الوحيد للعائلة. وعلى الرغم من أنه فقد والده عندما كان في المدرسة الإعدادية، إلا أنه نشأ دون أية صعوبات. حيث يقول السيد موروهاشي ”إذا جاز لي أن أقول ذلك بنفسي، فقد تمكنت من الدراسة جيدًا. وكانت درجاتي دائمًا من الأفضل في الصف. وقد أعجبني فيلم ”مفتشة ضريبية (A Taxing Woman)“ للمخرج إيتامي جوزو، فقررت أن أدرس في جامعة طوكيو في المستقبل، وأن أعمل مفتشًا ضريبيًا في وكالة الضرائب الوطنية“.

فلماذا سقط الصبي الذي أُعجب بـ ”العدالة“ في عالم الشر يا ترى؟ لقد كان السبب وراء ذلك شيئًا تافهًا. حيث التحق بالمرحلة الثانوية في مدرسة إيواكي الثانوية في محافظة فوكوشيما، وهي إحدى المدارس الثانوية الرائدة في المحافظة، لكنه شعر بالوحدة عندما كان يعيش مع والدته، وبدأ بالخروج من البيت ليلًا. وكانت حياته مضطربة، وفشل في امتحانات القبول في الجامعة، لذلك انتقل للعيش في طوكيو والتحق بمدرسة خاصة.

وهناك كان ما التقى به هو المخدرات. حيث يقول” كان الحشيش والمخدرات منتشرة بين الشباب في ذلك الوقت. وكانت المدرسة الخاصة التي التحقت بها مشهورة لدرجة أن الجميع يعرفها عند سماع اسمها، ولكن كان هناك طلاب يتعاطون المخدرات“. وقد قام بتجربتها بعد أن نصحه أحد رفاقه بها. وكانت طريقة تعاطيها تُسمى” أبوري“ حيث يتم حرق الحشيش وتدخينه كالدخان.

وهكذا فقد الاهتمام بالدراسة، وبدأ في التسكع مع الرفاق السيئين. وفي الوقت الذي التحق فيه بجامعة سيكي بعد دورتين دراسيتين، كانت حياته في حالة من الفوضى الكاملة. وكان يتردد على صالة الماجونغ كل يوم، وأقام علاقات صداقة مع أعضاء عصابات الجريمة المنظمة. وبعد ذلك ترك الدراسة في الجامعة، وقرر بشكل طبيعي الانضمام إلى عصابات الجريمة المنظمة. وكان الشخص الذي كان يناديه باسم” أنيكي (الأخ الأكبر)“ يتحدث معه بلطافة وأنيقًا. حيث يقول السيد موروهاشي” لقد كان في نفس عمر والدي الذي توفي. وعند استذكار ذلك الوقت، أعتقد أنه ربما كان يشبه والدي في شيء ما. وكان التواجد معه ممتعًا، لذلك كنت أتبعه في كل مكان يذهب إليه“.

الإجبار على دخول المستشفى فجأة بعد احتجازه من قبل شرطة ”تنظيم حركة السير“عند تقاطع شيبويا

وبعد إظهار قدرته المميزة على التصرف، أصبح اليد اليمنى لأنيكي، وأصبح عضوًا فاعلًا في المنظمة. وكانت مصادر أموال المنظمة من تهريب وبيع المخدرات وقروض الفائدة غير القانونية. ويقول السيد موروهاشي” كان سعر الفائدة مرتفعًا بشكل لا يُصدق، حيث كان يبلغ 30% خلال عشرة أيام، ولكن كان هناك العديد من الأشخاص الذين يقترضون المال. وسرعان ما أصبح أولئك الأشخاص مدينين بديون متعددة... ومن ناحية أخرى، كان البلطجية الذين يعملون بقروض الفائدة غير القانونية يكسبون المال من بيع المخدرات أيضا. لقد كانوا يقومون بأشياء فظيعة“.

ولكن، أصبح هو نفسه أيضًا يتعاطى المخدرات تدريجيًا. حيث أصبح مدمنًا بشكل خطير على المخدرات التي كان يتم شراؤها أثناء قيامه بالتأكد من مفعولها بنفسه عن طريق القيام بما يُسمى” التذوق“بشكل متكرر.

وأصبح يشعر بالرعب من الهلوسة والهذيان، واستمرت معاناته اليومية. وبسبب ذلك، تم” احتجازه“ فجأة في عام 2005 من قبل الشرطة عند تقاطع شيبويا الذي يقع أمام محطة شيبويا أثناء قيامها بتنظيم حركة السير هناك. وتم إدخاله إلى مستشفى للأمراض النفسية، وبعد ذلك تم اعتقاله بتهمة مخالفة قانون مراقبة المخدرات. وحُكم عليه بالسجن لمدة سنة وستة أشهر مع وقف التنفيذ لمدة ثلاث سنوات.

ونتيجة لهذا الحادث، تم طرده من المنظمة التي كان ينتمي إليها. ففي عالم عصابات الجريمة المنظمة أيضًا، هناك مظاهر عامة ومشاعر حقيقية غير ظاهرة. وظاهريًا، يُحظر الاتجار بالمخدرات أو استخدامها. وكان سبب طرده هو مخالفته قواعد المنظمة. والوشم الذي حصل عليه عندما قرر العيش في هذا العالم لم يكتمل بعد. ويقول معلقًا على طرده” كنت لا أزال أعاني من آثار إدماني. ولم أعد عضوًا في الياكوزا، وشعرت باليأس بشأن ما سيحدث بعد ذلك في المستقبل“.

ولكن هذا السقوط غير مصيره مرة أخرى. فأثناء احتجازه، فكرت والدته بأمره وأعطته أحد الكتب. وكان ذلك الكتاب بعنوان” لذلك، أنت أيضًا ابقَ على قيد الحياة“(عام 2000، دار كودانشا للنشر) للمحامية الفريدة أوهيرا ميتسويو. حيث انجرفت السيدة أوهيرا إلى عام الجريمة بعد تعرضها للتنمر الشديد. وبعد أن أصبحت زوجة لزعيم إحدى عصابات الجريمة المنظمة قبل بلوغها سن العشرين، قررت تقديم امتحان مزاولة المحاماة. ويقول السيد موروهاشي معلقًا على ذلك” لقد فوجئت بوجود مثل هذه الطريقة في الحياة. ومنذ ذلك الحين، سرت بجد وبإخلاص في الطريق الذي سلكته هي“.

سبع سنوات من الدراسة بـ ” دماغ مضطرب“

عاد إلى منزل عائلته في مدينة إيواكي وبدأ دراسته. ويقول” لقد عشت حياة الياكوزا لفترة طويلة، لذلك في البداية لم أكن راضيًا حتى عن الجلوس على مكتب، ناهيك عن الدراسة “. ولكنه كان في الأصل طالبًا متفوقًا. فهو لم يكن سيئا في الدراسة في حد ذاتها. حيث يقول” ولكن، في حالتي، ربما بسبب إدماني على المخدرات، انتهى بي الأمر إلى فرط التركيز، وأفرطت في تعاطي المخدرات، لذلك كنت أدرس لمدة ثلاثين دقيقة، ثم آخذ استراحة لمدة ثلاثين دقيقة وأذهب للتنزه. وهكذا كنت أفكر بالاستمرار مع القيام بالسيطرة على نفسي“.

لقد درس بجد، وحصل في البداية على مؤهل وكيل عقاري، مثل السيدة أوهيرا. كما اجتاز امتحان الكاتب القضائي الصعب. ثم انتقل للعيش في أوساكا والتحق بقسم الدراسات العليا بكلية الحقوق في جامعة كانساي. وأخيرًا في عام 2013، اجتاز امتحان المحاماة. وهو أعلى مؤهل من بين المؤهلات القانونية في اليابان، ويقال إنه يتطلب ما بين خمسة إلى ثمانية آلاف ساعة من الدراسة لاجتيازه. وقد مرت حوالي سبع سنوات منذ حصوله على حكم مع وقف التنفيذ في قضية تعاطي المخدرات وحتى اجتيازه امتحان المحاماة.

وخلال تلك الفترة، كانت هناك أيضًا معركة شرسة مع الآثار اللاحقة لإدمان المخدرات. حيث يقول” كانت هناك أوقات كنت أرغب فيها حقًا في تعاطي المخدرات. وبالإضافة إلى ذلك، بمجرد تضرر الدماغ لمرة واحدة فسيكون هناك موجات دماغية مضطربة، ولن يقوم الدماغ بوظائفه كما كان في السابق. لذلك ما زلت أعاني من الصداع حتى الآن ولا أستطيع التخلي عن المهدئات“. ويقول إنه في يوم إعلان النتائج تنادم مع زملائه في مرحلة الدراسات العليا طوال الليل. ويصف ذلك الوقت قائلًا” عندما ودعت الجميع ونظرت إلى السماء في وقت الفجر، انهمرت الدموع من عينيّ“.

وبعد الانتهاء من تدريبه القانوني، عمل في مكتبي محاماة في أوساكا وطوكيو، حيث يتعامل كل منهما بشكل أساسي مع القضايا الجنائية. وقد كان هذا خيارًا قام به للاستفادة من تجربته السابقة الفريدة. ويقول إنه تلقى نصائح من المحيطين به، بدءًا بالمحامية أوهيرا ميتسويو التي كان معجبًا بها باعتبارها” صاحبة الفضل“، قائلين له” لأن هناك سوء فهم وتمييز أيضًا، فمن الأفضل عدم الكشف عن ماضيك لفترة من الوقت“.

محنة أعضاء الياكوزا الذين يتم” إقصاء“أبنائهم أيضًا

في عام 2022، وبعد ثماني سنوات من عمله محاميًا، ظهر في برنامج يوتيوب الخاص بماروياما غونزاليس الخبير في العالم المظلم، وكشف عن ماضيه كعضو في الياكوزا. ويقول إنه تفاوض للسماح له بالظهور شخصيًا في البرنامج. فلماذا يا ترى؟

يقول السيد موروهاشي حول ذلك” هناك بعض الموكلين الذين قاموا بارتكاب الجرائم يغلقون قلوبهم معتقدين أنهم حتى لو قالوا الحقيقة، فلن يفهمها المحامي ولا القاضي. وعند القيام بعملي كمحامٍ كثيرًا ما اعتقدت أنني إذا كشفت لهم ماضيَّ، فسيتحدثون معي بشكل جيد“.

وكما تمكن من العودة إلى المجتمع بعد أن عرف عن السيدة أوهيرا، كان يشعر أنه في هذه المرة تقع على عاتقه مسؤولية الكشف عن تواجده وتشجيع إعادة تأهيل شخص ما.

ومن بين الموكلين هناك أشخاص لهم علاقة بعصابات الجريمة المنظمة. وقد قام بإقناعهم بمغادرة المنظمة كأعضاء فيها، والسير في طريق إعادة التأهيل. ويقول إنه في الواقع معظم الأعضاء يريدون ترك الياكوزا، لأنه أصبح من الصعب كسب لقمة العيش كعضو في الياكوزا، وليست هناك أية فائدة من ذلك.

ولكن، في الواقع، من الصعب على الأعضاء السابقين إعادة الاندماج في المجتمع. فوفقًا لقوانين” إقصاء عصابات الجريمة المنظمة“ التي تقوم الإدارات المحلية بسنها، فإنه حتى إذا توقفت عن كونك عضوًا في الياكوزا، فسيتم اعتبارك ”قوة مناهضة للمجتمع“ لمدة خمس سنوات على الأقل، ولن تتمكن حتى من فتح حساب مصرفي. وبدون حساب مصرفي، من الصعب استئجار منزل أو العثور على وظيفة. وهناك العديد من الأعضاء السابقين الذين حاولوا إعادة تأهيل أنفسهم، لكنهم لم يكونوا قادرين على تغطية نفقات المعيشة، الأمر الذي أدى إلى عودتهم إلى المنظمة. ويقول السيد موروهاشي ”لا أعرف ما هو السبب، ولكن هناك بعض الأشخاص الذين لا يستطيعون فتح حساب مصرفي حتى بعد مرور خمس سنوات على ترك المنظمة. وفي حالتي، تمكنت من فتح حساب، ولكن توقفت فجأة عملية فحص طلبي للحصول على قرض عند شراء المنزل“.

وفي بعض الحالات، لا يتمكن الأطفال من المشاركة في الأنشطة المحلية لأن أحد والديهم عضو في الياكوزا. وتعقيبًا على ذلك يقول السيد موروهاشي ”لا يستطيع الأطفال اختيار والديهم. ومن المحزن للغاية أن يتعرض الأطفال لمعاملة غير عادلة بسبب تبعية والديهم لجهة ما“.

ويتلقى السيد موروهاشي أحيانًا تعليقات جارحة على وسائل التواصل الاجتماعي مثل” ماذا يقول عضو الياكوزا السابق؟!“، ولكنه لا يعيرها الكثير من الاهتمام. وأكثر من ذلك، فإنه يشعر بالقلق من أن تؤدي التوجهات إلى” الإقصاء المفرط“ إلى مآسي جديدة.

ويقول” من المفترض أن يكون هدف المجتمع إعادة التأهيل وليس الإقصاء. فلماذا يتم إقصاء حتى الأشخاص الذين” يريدون إعادة تأهيل أنفسهم؟ “.

ويقول إنه في الآونة الأخيرة يتلقى المزيد من طلبات التوكيل من القراء الذين قرأوا كتابه. ويقول حول ذلك ضاحكًا بخجل” في بعض الحالات يأتي إلينا بعض الأشخاص الذين سبق لهم تعيين موكلين من مكاتب محاماة معروفة للحصول على المشورة قائلين” نرغب في تعيين محامٍ موثوق مثلك“.

(النص الأصلي باللغة اليابانية، المقابلة والنص: موري كازوأو، من قسم التحرير في باور نيوز، الصور © إيغاساكي شينوبو)

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | كيف تحول عضو في الياكوزا اليابانية إلى محامٍ... السبب وراء كشف محامٍ فريد عن ماضيه المثير! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا