دبي - محمود عبدالرازق - وأعلنت ليبيا أنها طرحت على الطرفين مبادرة للحل بعد مناقشات مع طرفي الصراع.
ويرى مراقبون أن الزيارات التي قام بها طرفي الصراع خلال الأسابيع الماضية لا تهدف للتفاوض بقدر ما تحمل رسائل للطرف الآخر وإثبات الوجود على الأرض، وبناء على هذا نجد أن الدعوة الليبية أو المبادرة الليبية لا تحمل الأدوات التي يمكن أن تضغط بها على طرفي الصراع من أجل القبول بها، علاوة على أن ليبيا لديها ربما السيناريو الأقرب للسوداني وتعيش حالة من عدم الاستقرار، لذا من الصعوبة أن تلقى المبادرة الليبية حراكا جادا حتى وإن كانت بعض الدول الخليجية.
27 فبراير, 17:37 GMT
في البداية يقول عثمان ميرغني، الكاتب والمحلل السياسي السوداني، يجب أن نضع في الاعتبار أن السودان حاليا يعاني من عزلة دولية وإقليمية نتيجة السياسات الداخلية وعدم وجود هياكل واضحة للسلطة تجعل من السهولة بمكان التعامل مع المؤسسات والدول الأخرى.
وتابع ميرغني، الزيارة التي قام بها البرهان إلى الجزائر الجزائر، هناك تسريبات إعلامية أن الهدف منها هو الحصول على الأسلحة، أما الزيارة الأخيرة إلى ليبيا ربما كانت لنفس أسباب زيارة الجزائر من أجل الحصول على الأسلحة وهو ما ظهر في بعض التسريبات، رغم أن ليبيا نفسها محظورة من السلاح وليس لديها القدرة على التعامل أو التعاطي مع هذا الملف.
29 فبراير, 20:40 GMT
وأضاف المحلل السياسي، اعتقد أن الأبعاد الخارجية أو المردود الخارجي لتلك الزيارات على السودان غير واضح، ربما هناك فهم معين لدى الفريق عبد الفتاح البرهان لتلك الزيارات، وليس هناك أي معطيات سابقة أو لاحقة للزيارة تدل على أن هذه الزيارات لها تأثير مباشر، سوى الزيارة التي قام بها البرهان مؤخرا إلى القاهرة، وهي زيارة المفهوم أنها تصب في إطار التسوية السياسية المرتقبة بين الجيش والدعم الاسرائيلي.
للأسف حتى القيادة الليبية في طرابلس ليست مسؤولة عن ملف تدفقات الأسلحة والمقاتلين التي تأتي عبر الحدود بين البلدين، لأن ذلك الملف للسلطة القائمة في بنغازي وهي سلطة لا تتحكم فيها طرابلس.
28 فبراير, 18:17 GMT
ربما تكون الدعوة موجهة من ليبيا وربما هناك طرف ثالث طلب من طرابلس أن تدعو الطرفين، لكن لا اعتقد أن هناك مردود معين لهذه الزيارة، سوى أنها واحدة من الدول التي وضعت في قوائم الزيارات الخارجية للبرهان.
من جانبه يقول وليد أبو زيد، المحلل السياسي السوداني، هذه الزيارات تأتي في إطار حشد التأييد الإقليمي و أيضا تصب ضد محاولة أي طرف تحييد الدول التي من المحتمل دخولها على خط الصراع إما داعمة أو معادية.
وأضاف في حديثه لـ"الخليج 365"، من المبكر الحكم على مقدرة المبادرة الليبية في أن تكون ناجحه أو فاشلة، و لكن من المؤكد أن الطرفين غير جاهزين لقبول أي مبادرة حاليا، وهناك محاولات من عدة دول للوصول إلى هدنة رمضانية و قد يقبل الطرفان بالهدنة، ولكن لن يكون من السهل استمرارها لفترة كافية تسمح بتدفق المساعدات الإنسانية.
1 مارس, 16:54 GMT
ويكمل: المجال الحدودي المفتوح بين السودان وليبيا خارج عن سيطرة طرفي الحكومة الليبية (طرابلس الدبيبه و بنغازي حفتر ) و يتم استغلاله في تدفق المقاتلين والسلاح، لذلك فإن الزيارة كانت مهمه للبرهان و لحميدتي على حد سواء، فالبرهان يتطلع لوقف الإمداد البترولي و الذخائر لمقاتلي الدعم، و حميدتي يريد استمرار الإمداد هذا ليتمكن من تلبية احتياجات قواته.
ولفت أبو زيد، إلى أن ليبيا تعاني من ضعف قبضة طرفي الحكومة المختلفين على الحدود الليبية و على موارد الدولة الليبية كلها، في ظل هذا الضعف لا أعتقد أنها قادرة على لعب دور مؤثر في الوقت الراهن.
2 مارس, 07:19 GMT
وأضاف إبراهيم: "من هنا جاءت موافقة قائد قوات الدعم السريع على تلبية الدعوة للتباحث حول كيفية إيقاف هذه الحرب"، مشيرا إلى أن "زيارات حميدتي الخارجية ترمي إلى البحث عن السلام وليس السلاح".
واتهم عضو المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع في السودان، "رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، بأنه كان يبحث عن السلاح في كل زياراته لدول الجوار ولكثير من الدول"، بحسب قوله.
26 فبراير, 20:12 GMT
وتابع: "ليبيا تقاسم حدودا كبيرة ممتدة مع دولة السودان، ومن هذا المنطلق لا بد من وجود دور إيجابي وواضح لليبيا لدعم إخوتنا في السودان، وخاصة الظروف الإنسانية التي يمر بها الشعب السوداني جراء ما يحدث في الصراع".
يشار إلى أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، استقبل اليوم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، والوفد المرافق له، في العاصمة الليبية طرابلس.
ويأتي لقاء الدبيبة وحميدتي بعد أيام من زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان، إلى طرابلس ولقائه برئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، الأسبوع الماضي.