الارشيف / اخبار الخليج

بعد مغادرة الوفد الإسرائيلي.. ما مصير مفاوضات القاهرة وإمكانية وقف الحرب في غزة؟

  • 1/4
  • 2/4
  • 3/4
  • 4/4

دبي - محمود عبدالرازق - وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بانتهاء اجتماع القاهرة الرباعي بشأن سبل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإنجاز اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين، ومغادرة الوفد الإسرائيلي، الذي ضم رئيس "الموساد" ورئيس "الشاباك" وممثلا عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وذكر مكتب نتنياهو، أن إسرائيل لن تخضع لمطالب حركة "حماس" الوهمية، على حد وصفه، وأن بلاده لم تتلق أي اقتراح جديد لإطلاق سراح المحتجزين لدى الحركة في قطاع غزة.

وشدد مكتب نتنياهو، في تغريدة على حسابه الرسمي في "إكس"، على أنه إذا حدث تغيير في موقف حركة حماس فإن هذا سيسمح بالتقدم في المفاوضات الجارية في العاصمة المصرية، القاهرة.

نتنياهو - الخليج 365 عربي, 1920, 14.02.2024

أمس, 18:48 GMT

مراوغة إسرائيلية

اعتبر شرحبيل الغريب، المحلل السياسي الفلسطيني، ورئيس منتدى العلاقات الدولية للحوار والسياسات، أن مغادرة الوفد الإسرائيلي القاهرة يعني أن المفاوضات توقفت لكنها لم تفشل، وهناك ضغط أمريكي للتوصل لصفقة تبادل الأسرى، والرفض مجرد تكتيك وليس استراتيجيا.

بحسب حديثه لـ "الخليج 365"، فإن "الموقف الأمريكي بات واضحا وهو يدعم صفقة وتهدئة ممتدة تضمن الإفراج عن الأسرى لدى حماس وإدخال مساعدات، فيما يحاول نتنياهو وضع العصي في الدواليب وهذا مرتبط بالتباين الداخلي في إسرائيل".

ومضى قائلًا: "أعتقد أن تصريح سوليفان الأخير يشير بشكل كبير إلى عزم الإدارة الأمريكية إنجاح هذه الجولة من المفاوضات بما يضمن إبرام صفقة تبادل الأسرى، والمراوغة الإسرائيلية واضحة لكن الموقف الأمريكي يستطيع إلجامها في هذا الوقت لاعتبارات كثيرة أهمها الخوف من توسع دائرة الحرب أكثر في المنطقة وقرب الانتخابات الرئاسية الأمريكية".

وشدد على أن "هناك ضغوطا سياسية كبيرة تجري من أطراف إقليمية ودولية للوصول لوقف إطلاق نار قبل حلول شهر رمضان المبارك، حتى لو كان وقفاً مؤقتاً للنار".

يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، - الخليج 365 عربي, 1920, 15.02.2024

ويرى أن "الحرص على الاتفاق على تهدئة في قطاع غزة بين المقاومة وإسرائيل، خاصة من النظام الأردني والمصري، هدفه منع تدهور الأوضاع بشكل أكبر في المنطقة، وتخوفهم من بعض التحركات الشعبية في هذه الدول، والتي قد تسبب اضطرابات حقيقية فيها".

أسباب داخلية

من جانبه، اعتبر فادي أبوبكر، المحلل السياسي الفلسطيني، أن مغادرة الوفد الإسرائيلي المفاوضات القائمة في القاهرة له علاقة بأسباب شخصية متعلقة برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.

وبحسب حديثه لـ "الخليج 365"، يسعى نتنياهو إلى تطويع استطلاع الرأي الأخير الذي يظهر اكتسابه مزيدا من الدعم في مقابل تراجع زخم الاتحاد الوطني بقيادة بيني غانتس، إلى جانب عملية تحرير المحتجزين الإسرائيليين المزعومة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لخدمة أجنداته الشخصية المتمثلة باستمرار الحرب على غزة.

ويرى من جهة أخرى، أن انفجار الخلاف بين نتنياهو وقادة الجيش والأجهزة الأمنية، ومحاولة نتنياهو إخراجهم من دائرة صنع القرار فيما يخص محادثات الهدنة وصفقة التبادل، قد شكّل ضغطاً كبيراً على الوفد الإسرائيلي المفاوض، الذي قد يكون أحد أسباب انسحابه قد جاء في سياق ترتيب البيت الداخلي الإسرائيلي.

تظهر هذه الصورة المأخوذة من مقطع فيديو لقناة فرانس برس، مركبة تابعة للصليب الأحمر الدولي يقال إنها تحمل رهائن أطلقتهم حماس، وهي تعبر نقطة حدود رفح في قطاع غزة باتجاه مصر حيث سيتم نقلهم جوا إلى إسرائيل للم شملهم مع عائلاتهم، في 24 نوفمبر 2023. - الخليج 365 عربي, 1920, 15.02.2024

ومضى قائلًا: "في كلا الحالتين، فإن الانسحاب هو لمصلحة نتنياهو، الذي يبذل جهوداً للمراوغة واستدامة الحرب على غزة قدر الإمكان، بالتزامن مع محاولات التأثير على سلوك وتفاعلات الرأي العام الإسرائيلي، وكافة أطراف النظام الإسرائيلي، والجهات الدولية الفاعلة، بما يضمن إبقاءها في حدود مضبوطة، لتحقيق مصالحه الشخصية ومصلحة حزب الليكود".

واعتبر أن مسار مفاوضات القاهرة يبقى منوطاً بمدى اتسّاع رقعة تأثير كل عامل من العوامل الداخلية أو الخارجية على حدٍ سواء، وأغلب الظن أن حسابات نتنياهو تبقى لحظية وقد تنقلب عليه بأسرع مما يتخيّل، بمعنى أن المعطيات الداخلية والخارجية كلّها تصبّ في صالح إنجاح مفاوضات القاهرة، والوصول إلى صيغة اتفاق معينة حول الهدنة وتبادل الأسرى.

ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية ضد قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حينما أعلنت حركة حماس الفلسطينية، التي تسيطر على القطاع بدء عملية "طوفان الأقصى"، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي علاوة على أسر نحو 250 آخرين.

وتخللت المعارك هدنة دامت 7 أيام جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، تم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال وإدخال كميات متفق عليها من المساعدات إلى قطاع غزة، قبل أن تتجدد العمليات العسكرية، في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر، ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع، أسفرت عن وقوع أكثر من 28.5 ألف قتيل وأكثرمن 68 ألف مصاب بين سكان القطاع.

Advertisements