الارشيف / اخبار الخليج

هل سيحتفل الليبيون بذكرى فبراير أم أن الأزمات ستكون مانعا لهم؟

  • 1/4
  • 2/4
  • 3/4
  • 4/4

دبي - محمود عبدالرازق - ولكن يبدو أن الحلم طال انتظاره وحالة الاستقرار تأخرت، ولم ينل المواطن الليبي الحقوق والمطالب التي خرج من أجلها، في ظل وجود جهات تشريعية وتنفيذية ترفض الوصول للانتخابات بسبب الخلافات السياسية، الانتخابات التي من الممكن أن تصنع التغيير وتحقق الاستقرار في البلاد.

الانحراف عن المسار

وفي هذا الإطار يقول الأكاديمي والمحلل السياسي فوزي الحداد، من المفترض أن يحتفل الليبيون بهذا الحدث الكبير، لأنه حدث فارق وعظيم فارق بين مرحلتين مهمتين من تاريخ ليبيا، صحيح أن الأزمات المتتالية الحالية تضغط على الشعب الليبي في كل شيء، وهذا الأمر قد يلهي الناس عن هذا الحدث، لكن تبقى هذه الذكرى فارقة وفاتحة لعصر جدي لليبيا وللشعب الليبي.

ليبيون يظهرون من خلال علم مملكة ليبيا خلال مسيرة الاحتفال أمام مقر القذافي في مجمع باب العزيزية في طرابلس - الخليج 365 عربي, 1920, 17.02.2020

17 فبراير 2020, 14:00 GMT

وتابع الحداد في تصريح خاص لـ"الخليج 365" أن أبرز من سيحتفل هم بعض السياسيين الذين يرون في التمسك بشعارات 17 فبراير أمنا يمكنهم من مواصلة تحكهم في الأمور داخل ليبيا، وقد يعارضهم آخرون بمنع هذا الاحتفال أو بإهماله مثلما يحدث في كل عام، وهذا التشتت وعدم الاتفاق الناتج حاليا بين الليبيين على الاحتفال بهذه الذكرى جاء مترتبا على الأزمة السياسية الخانقة التي تعيشها ليبيا.

وأضاف أن "ثورة فبراير لبت طموحات الشعب الليبي فيما يتعلق بانتهاء حكم دكتاتوري امتد طويلا جدا، والتغيير وبدء حياة ديمقراطية جديدة، وكاد أن يتم هذا الأمر عند انتخاب المؤتمر الوطني العام، وعند انتخاب مجلس النواب، ولكن انحرفت الأمور عن مسارها، وضيع الشعب الليبي البوصلة من خلال بروز طبقة سياسية منذ عام 2012 وهي لا تزال تتحكم في مصير الشعب الليبي وفي مصير ثورته بمسميات عدة تستغل في الأوضاع الإقليمية والمحلية والدولية للبقاء أطول فترة ممكنه وذلك للتحكم في مسار الأمور".

وأعتبر أن الكثير من الليبيون سخطوا بسبب ما آلت إليه الأمور، بسبب هذه الطبقة السياسية التي سيطرت على الشأن الليبي طوال هذه الفترة، وخاصة عندما فقد الليبيون القدرة على تغيير الأجسام السياسية عام 2014 بفعل الانقلاب الذي أسهمت فيه جماعة الأخوان المسلمين التي أفشلت المسار الانتخابي ولا تزال تلك الأزمة تلقي بظلالها حتى اليوم.

وأكد أن "فبراير" انحرفت عن مسارها لأنها أصبحت مطية لكثير من السياسيين الذين يستغلون شعارات هذه الحركة التصحيحية الكبرى لمصالحهم وليست لمصلحة الشعب الليبي.

معمر القذافي - الخليج 365 عربي, 1920, 01.09.2018

1 سبتمبر 2018, 21:37 GMT

وأشار بأن الليبيون لم يندموا على خيار فبراير لأنها كانت واجبه على كل الشعب الليبي، بعد 42 عام من حكم مطلق أفسد البلاد والعباد، حكم كان يمتلك كل شيء، كان يمتلك الوقت أكثر من 40 عام، وكان يمتلك السلطة ولا يعارضه أحد، ويمتلك الأموال الوفيرة، ولم يفعل لهذه البلاد شيئا، وعلى هذا الأساس عندما قامت ثورة فبراير لم تكن كل المؤسسات موجودة بل كانت معطلة، دولة بدون مؤسسات ولا جيش قوي يمكن أن يحمي هذه الثورة، ولا وعي شعبي عام يمكن أن يقود هذا الحراك،

وأوضح، بسبب هذا انحدرت الأمور ووصلت لما وصلت إليه أزمات متتالية يصعب جدا الفكاك منها، الأمر الذي جعل بعض المواطنين يقولون لو لم تقم فبراير لكانت الأمور أفضل، ولكن العقل الواعي يقول أن ليبيا كانت تتجه نحو حفرة كبيرة كانت ستقع فيها لا محالة، أحداث فبراير عجلت بهذا الحدث، كان ينبغي أن تكون طبقة واعية من الشعب الليبي تصنع سياسة هذا البلد وتذهب به إلى اتجاه أفضل ولكن هذا الأمر لم يحدث.

وأعتبر أن الجميع اندمج في فبراير، وأبرزهم مؤيدو النظام السابق فهم يشاركون في حكم ليبيا بنسبة 80%، ورأس الحكومة يحسب من ذوي هذا التوجه، وكذلك في شرق البلاد، اندمجت التوجهات الأخرى في فبراير وإن كانت لا ترفع شعارات هذه الثورة بشكل مباشر ولكنهم يعملون من خلالها جميعا، تحديدا عندما كانت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية أن تنعقد قبل عام ونصف من الآن شارك فيها الجميع تحت قوانينها ومفاهيمها، أي هناك استعداد للاندماج تحت شعارات ثورة 17 فبراير ما دامت تخدم المصالح لهذه الجماعات.
التمسك بالتغيير

ومن جهته يرى المحلل السياسي محمد محفوظ في تصريحه لـ"الخليج 365"، أنه بقدر ما هناك أزمات في ليبيا وحالة من الانقسام والتشظي، ولكن في ذات الوقت تكون هناك احتفالات توصف من بعض المراقبين بأن الليبيين متمسكون بأمل التغيير، بأمل صنع مرحلة جديدة يكون عنوانها الاستقرار والازدهار والرخاء.

معمر القذافي - الخليج 365 عربي, 1920, 01.09.2019

1 سبتمبر 2019, 19:40 GMT

واعتبر أن الكثير من الليبيون يظنون أن فبراير قد انحرفت عن مسارها والأسباب قد تكون كثيرة، وهناك تساؤل دائما ما يطرح هل فبراير هي التي تحكم اليوم ليبيا، عندما ننظر إلى من هم في السلطة الآن نجد بأن الكثير منهم من نظام وقادة سبتمبر، ووصف بأن الحقيقة البعض يصف بأن الحديث عن أن فبراير هي التي تحكم وتلام على هذه الحقبة في حالة عدم إنصاف هنا.

وأوضح بأن مسألة الأمل بالتغيير لازالت قائمة، ويعتقد بأن الليبيون الذين يحتفلون بفبراير كل عام حري بهم أن يصنعوا التغيير وأن يطالبون به، لإنهاء هذا المشهد المتأزم الموجود في ليبيا اليوم وعدم الذهاب للانتخابات، وتمسك الأجسام بالسلطة هذا لن يتم حلحلته دون أن يكون هناك شعب يصنع التغيير، مهما تحدث الجميع عن حوارات سياسية ومبادرات لن يكون ذو جدوى ما لم يكن هناك رغبة في التغيير.

وشدد على ضرورة أن يضغط الليبيون ويحاولوا أن يحدثوا حالة تغيير سياسي كاملة تخرج ليبيا من حالة الانقسام إلى مرحلة وجود مؤسسات موحدة تستطيع أن تصنع التغيير وتحقق الأهداف التي خرج الليبيون من أجلها في 2011.

Advertisements