عدن - ياسمين التهامي - استمع نائب الرئيس إلى موجز عن سير عمل عدد من مؤسسات الدولة (..) في محافظة الحديدة"، طبقاً لوكالة سبأ، خلال لقاء جمعه بالمحافظ، حسن علي طاهر.

وبينما تغيب الدولة ومؤسساتها في جهات وجبهات محافظة الحديدة والساحل الغربي وحضرت لوقف تقدم قوات تحرير مدينة وميناء الحديدة وأخذ الملف العسكري إلى طاولة الصفقات السياسية في السويد، تشعل المليشيات الحوثية الجبهات بتصعيد عسكري واسع وغير مسبوق، ويستمع في العاصمة الرياض -النائب- من المحافظ إلى موجز بسير عمل مؤسسات دولته في الحديدة (!)

وخلال لقائه المحافظ، الخميس، اطلع النائب "على المستجدات الميدانية والأوضاع في المحافظة وجهود تلبية متطلبات المواطنين" (..).

كما لو كانت هذه فقرات مستعادة من نشرات رسمية قبل عشرين سنة، وليست من يومين، الخميس 13 يونيو 2019، في إخبارية رسمية رتيبة ونمطية تستخف بكل شيء وبكل ما حدث ويحدث على الأرض وأمام العالم، وبخاصة في الحديدة.

وخلال استعراض سير عمل مؤسسات دولة النائب في الحديدة ومدى رضا المواطنين عن وافر الخدمات وجهود تلبية متطلباتهم، تطرق اللقاء -تقول سبأ- "إلى الأوضاع الإنسانية في الحديدة جراء استمرار سيطرة ميليشيا الحوثي (..) وممارساتها الإجرامية".

وأشار إلى أن "تصعيد الميليشيا واستمرار إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.. تعتبر إحدى نتائج الدعم الإيراني المسلح عبر بوابة الحديدة وإقلاق الممرات والملاحة الدولية وتهديد السلم والأمن الدوليين."

فمن الذي استبقى السيطرة الحوثية ومنع إنهاء مظاهرها وسمح بالتالي باستمرارية الدعم الإيراني عبر بوابة الحديدة؟ وكيف يمكن الجمع بين الاطلاع على سير عمل مؤسسات الدولة في الحديدة وسير سيطرة الحوثيين على الحديدة؟

‫وفي لقائه بالمحافظ حسن طاهر وعرض أحوال المواطنين في الحديدة وتلبية احتياجاتهم، استنكر نائب الرئيس استهداف ميليشيا الحوثي الإيرانية لمطار أبها، وقال: "إن الاستهداف الإجرامي البشع من قبل ميليشيا الحوثي للمطار هو تنفيذ للأجندة الإيرانية وتكريس لثقافتها الدموية العدائية تجاه اليمنيين وأشقائهم في المملكة".

خلال ذلك كان التصعيد العسكري على أشده في جبهات الحديدة والساحل ومعركة ضارية تدور عند الخط الساحلي مع المليشيات الحوثية، التي حاولت قطع خط الإمداد، ودفعت قوات ومجاميع وعتاداً للتفجير الواسع والمتزامن في التحيتا والجبلية والجاح وحيس والدريهمي والأحياء المحررة داخل مدينة الحديدة.

طبيعة التعاطي الرسمي مع الأحداث والأوضاع والتطورات والتداعيات الخطيرة في الحديدة منذ خنق معركة التحرير وحتى اليوم، تنبئ عن استخفاف لا مزيد عليه بكل شيء يتعلق بالحرب؛ القتال والمقاتلين والجبهات والتحرير والحديدة وإنهاء الانقلاب واسترداد دولة وشرعية وبلاد.