الارشيف / اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

الحقيقة الكاملة.. هل سجن "البشير" العقيد إبراهيم شمس الدين تحت الأرض؟

في الساعات الأخيرة، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لشخص مسن قيل إنه أحد المسئولين في عهد الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، وتم سجنه من قبل المخلوع في سجن تحت الأرض.

البداية عندما العديد من المنشورات، بعضها تمت مشاركتها مئات المرات، تقول إن هذا الرجل هو العقيد إبراهيم شمس الدين، وزير الدولة للدفاع السابق الذي "أعلن عن وفاته في حادث تحطم طائرة في يونيو 2008."

حسب هذه المنشورات فقد استعاد الرجل حريته فعلا "بفضل الثورة الشعبية واعترافات الأجهزة السرية بجرائم النظام". ويجمع المنشور صورة للرئيس البشير وصورة للعقيد المزعوم بجسده الهزيل للغاية والذي لم يعد فيه سوى الجلد والعظام.

انطلاقا من البحث السريع بطريقة البحث العكسي عن الصور باستخدام أداة TinEye (انقر هنا لمعرفة كيفية استخدامها) يتضح أن الصورة نشرت أولا في مقالات صادرة في 20 مارس/آذار 2019.

يظهر الرجل في مجموعة صور ومقاطع فيديو بتقرير مراسل بي بي سي في كينيا، رونكليف أوديت، عن الجفاف في ولاية توركانا. وقد أجرى الصحافي مقابلة مع الرجل الذي كان ضعيفا للغاية وقد أعطي آنذاك بعض المؤن الغذائية.

كانت هذه الصور صادمة في كينيا وقد تم إطلاق هاشتاغ #WeCannotIgnore (لا يمكننا التغاضي) في البلد لانتقاد تقصير السلطات الكينية في إيجاد حلول سريعة للجفاف الشديد الذي ضرب المنطقة.

وكشف موقع فرانس برس حقيقة الصور المنتشرة لرجل مسن يعاني من الجفاف ، حيث نشرها نشطاء الفيس بوك ونسبوها لوزير الدفاع السوداني الأسبق إبراهيم شمس الدين ، وإتهموا البشير بسجنه في سجن تحت الأرض.

وكشف فرانس برس أن وسائل التواصل الاجتماعي في دول غرب أفريقيا الناطقة بالفرنسية نشرت تقارير تفيد بالإفراج المزعوم عن وزير الدفاع السوداني الأسبق إبراهيم شمس الدين، بعد أن سجنه البشير لفترة طويلة.

وادعى النشطاء أن شمس الدين لم يمت في حادثة طائرة عام 2001، ولكن تم اعتقاله في سجن سري بناء على أوامر من البشير وترك ليتعفن به، وتم إطلاق سراحه بعد الثورة، ونشروا صورة لرجل مسن ادعوا أنه شمس الدين.

والحقيقة أن هذه الصورة واقعية ولكنها ليست للعقيد السوداني، بل تعود لرجل من كينيا ونشرت صوره لأول مرة في مارس الماضي من قبل وسائل الإعلام الكينية.

حيث أن الرجل عانى من الجفاف وسوء التغذية ويتواجد بمقاطعة توركانا، ويدعى مزي لوموني ليوان، وتم تصويره خلال تلقيه المعونات الغذائية.

وأن العقيد شمس الدين، الذي تولى وزارة الدفاع في وقت سابق وكان عضوا في مجلس قيادة الثورة الوطنية للإنقاذ ومستشارا للبشير، توفى بالفعل في حادث تحطم لطائرة كان على متنها في 2001.

Advertisements