الارشيف / صحة ورشاقة

القصة الكاملة لزراعة أول عضو ذكري وكيس صفن في العالم

شكرا لقرائتكم خبر عن القصة الكاملة لزراعة أول عضو ذكري وكيس صفن في العالم والان نبدء بالتفاصيل

أبو ظبي - بواسطة نهى اسماعيل - اشترك لتصلك أهم الأخبار

عام 2006، تعرض رجل صيني لحادث سيارة مأساوي نجم عنه إصابات خطيرة فقد على إثرها أجزاء من عضوه الذكري، كان الضحية شاباً في مقتبل عمره، متزوج، ولم يكن قد أنجب بعد، عانى الرجل لشهور طويلة بسبب عدم قدرته على التبول أو ممارسة حياته الجنسية، حتى خضع لجراحة قام خلالها الأطباء بزراعة عضو ذكري من متبرع متوفى.

نجحت الجراحة، وخضع الرجل لمتابعة دقيقة لقياس تدفقات الدم في عضوه التناسلي، أصبحت عملية التبول أسهل، وبعد أن خرج من المستشفي، أصيب –وزوجته- بصدمة نفسية هائلة، وقرر عمل جراحة عكسية لإزالة عضو المتبرع، وفضل أن يكون مشوهًا على أن يُمارس العملية الجنسية بـ«عضو رجل أخر» على حد قول الأطباء.

ومن وقتها وإلى الآن، يحاول الباحثون والجراحون أن يغضوا النظر عن التداعيات الأخلاقية المتعلقة بزراعة الأعضاء البشرية، وخلال السنوات التى تلت الزراعة الناجحة للرجل الصيني، قام الأطباء بزراعة أعضاء تناسلية ذكرية في عدد من ضحايا الحوادث، وقبل يومين؛ أعلن فريق علمي من جامعة «جونز هوبكنز» نجاحهم في إجراء أول عملية جراحية لزراعة عضو ذكري كامل وكيس صفن.

وأجريت تلك العملية لجندي تعرض لإصابة خطيرة في أفغانستان، فقد بسببها عضوه الذكري، وقام الفريق الطبي بإجراء العملية له، عبر تركيب عضو ذكري جديد من متبرع كان قد تُوفي حديثًا نتيجة أزمة قلبية.

في ديسمبر من العام 2014؛ نجح فريق طبي بقيادة «فان دي ميروي» أستاذ الجراحة في مستشفي «تيجيربيج» بجنوب أفريقيا في إجراء عملية جراحية لزراعة قضيب كامل لشاب في العقد الثالث من العمر، فقد عضوه الذكري أثناء احتفالات شعبية يُجرى فيها عمليات ختان للذكور. طلب الشاب عدم الكشف عن هويته لأسباب تتعلق بالخصوصية، وبعد عامين؛ أعلن «دي ميروي» أن الشاب الذى زُرع له عضو ذكري استقبل مولودًا جديدًا.

«هذا يعنى نجاح العضو المزروع تماماً» قال «ميروي» وقتها لوسائل إعلام عالمية، مشيرًا إلى أن تلك الجراحات «ستحسن من جودة حياة آلاف البشر الذى فقدوا اعضائهم البشرية في حوادث متفرقة».

لكن؛ ورغم نجاح عميات الزراعة، يسود جدل أخلاقى حول ضرورة إجراء تلك العمليات، فالمؤيدون يرون أنها مهمة وتحسن جودة الحياة، فيما يرى المعارضون أن تلك الجراحة لا تُعد ضرورية لإنقاذ الحياة، وخصوصًا في ظل تكاليفها الباهظة. كما يتساءل البعض عن مدى أخلاقية زراعة عضو تناسلي من متبرع لرجل أخر سوف يستخدمه في الجنس.

في عام 2008، قام «أنتوني أتالا» من معهد ويك فوريست للطب التجديدي في أمريكي بتنمية 12 عضوًا ذكريًا داخل المعمل عن طريق عمليات بناء استخدم فيها الخلايا الجذعية وتقنيات الهندسة الحيوية، وقام «أنتوني» بزراعة تلك الأعضاء في أرانب، إلا أن تلك الطريقة لم تُحقق إلا نجاحاً محدودًا. غير أن «أنتوني» يزعم أن تطوير ذلك الأسلوب «قد يحل جزء من المشكلة الأخلاقية المتعلقة بزراعة الأعضاء».

تُعد جراحة زرع الأعضاء التناسلية من الجراحات المجهرية المُعقدة، إذ تحتاج إلى توصيل الأعصاب والأوعية الدموية الصغيرة وزراعة الجلد والعضلات والأوتار. وهو الأمر الذى يُكلف أكثر من 25 ضعفًا لتكلفة إجراء عملية قلب مفتوح، وهى تكلفة يراها المعارضون «باهظة» وخاصة مع النتائج التى ربما لا تكون ممتازة.

يبقى نجاح عملية زراعة الأعضاء التناسلية من الناحية العلمية مرهونًا بثلاثة عوامل، أولها هي كمية تدفق المياه داخل القضيب، أما ثانيها فهو القدرة على التبول بشكل سليم، وتأتى القدرة على الجماع الجنسي أخر تلك العوامل، وهي أمور يقول المعارضون أنها «لا تنجح بصورة كاملة»

«لكن هناك عامل أخر أهمله المعارضون» تقول «إليسبيث كاميرون ريتشي» مؤلفة كتاب «العلاقات الحميمية بعد الإصابات». عملت «إليسبيث» في صفوف الجيش الأمريكي كطبيبة نفسية مُخصصة لتأهيل الجنود المُصابين، وتقول أن السؤال الأول الذى يطرحه الجندى المُصاب بعد استيقاظه هو «هل أعضائي التناسلية بخير» وتشير الطبيبة أن تلك الإصابات ظلت موصومة طيلة عقود «وقد حان الوقت أن يتحدث عنها الجميع، وأن يسعى الأطباء لحل المشاكل المترتبة عليها». فبحسب احصائيات السجلات الصحية في وزارة الدفاع الأمريكية أصيب نحو 1367 جندي بإصابات في الأعضاء التناسلية منذ عام 2001 إلى 2013، كما فقد آلاف أعضائهم الذكرية نتيجة ممارسات الختان الخاطئة «وقد حان الوقت لعلاج هؤلاء» تقول «إليسبيث» في كتابها الشهير.

العملية التى جرت قبل أيام، وأعلن الأطباء عن نجاحها، اُستخدم فيها تقنيات جديدة كُليًا، إذ قام الباحثون بزراعة جزء من أنسجة البطن، وكيس الصفن، وعضو ذكري لذلك الجندي، كما قاموا بحقن الجندى بنخاع عظام للمتبرع لحث الجسم على قبول العضو المزروع وتخفيف جرعة الأدوية المثبطة للمناعة إلى حبة واحدة كل يومين.

يقول الأطباء إن النتائج النهائية للجراحة ستظهر بعد 6 أشهر، ويدعون أن المُقدمات مُبشرة، ويؤكدون أن ذلك النوع من الجراحات سينتشر في المستقبل وسيسهم في علاج ضحايا الحوادث المؤدية لبتر العضو التناسلي.

Advertisements