في الوقت الذي بدأت فيه وتيرة الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم "أمريكا والصين" تهدأ نسبيا، كشفت بيانات هيئة الرسوم الجمركية الصينية، الجمعة، ارتفاع الفائض التجاري لصالح الصين بـ28,97 مليار دولار في يونيو/ حزيران الماضي، بزيادة 18% عن مايو/ أيار الماضي "24,58 مليار دولار". 

وقالت وكالة "بلومبورج" الاقتصادية إنه رقم قياسي لصالح الصين منذ العام 1999، ما من شأنه أن يزيد التوتر مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي فرض رسوما جمركية على ما قيمته مليارات الدولارات من البضائع الصينية، معللا ذلك بممارسات تجارية غير منصفة.

وتأتي الزيادة في وقت ارتفع فيه إجمالي التبادلات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم بـ 13,1% للنصف الأول من العام الحالي رغم التوتر.

وارتفع الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة إلى 133,8 مليار دولار في الفترة بين يناير/كانون الثاني، ويونيو/ حزيران، وإلى 28,97 مليار دولار في يونيو/حزيران الماضي، فيما يشكل رقما قياسيا.

وهذا الخلل في التوازن هو أساس استنكار ترامب إزاء ما يعتبره ممارسات تجارية غير منصفة تضر بالشركات الأمريكية، وتدمر وظائف في بلاده.

إلا أن وزارة التجارة الصينية حملت الولايات المتحدة في بيان مسؤولية تلك المشاكل. وقالت إن الخلل في الميزان التجاري "مبالغ به"؛ بسبب "المشاكل الهيكلية" في الولايات المتحدة.

وصرح متحدث باسم هيئة الجمارك هوانج سونجبينج، في لقاء صحفي اليوم: "سيكون لهذا الخلاف التجاري أثر بالتأكيد على التجارة بين الولايات المتحدة والصين، وانعكاس سلبي جدا على التجارة العالمية".

وعلى الصعيد العالمي، ارتفعت صادرات الصين بنسبة 11,3% على مدى عام في يونيو/ حزيران الماضي، بعد أن كانت توقعات وكالة بلومبرج 9,5%،  كما انخفضت الواردات بنسبة 14,1% بعد أن كانت التوقعات 21,3%.

لكن بكين تقر بأن هذا الميل ربما لن يستمر.

وتوقع خبير الاقتصاد جوليان إيفانز بريتشارد من مكتب "كابيتال" إيكونوميكس أن يتباطأ نمو الصادرات الصينية في الأشهر المقبلة، بتأثير من الرسوم الأمريكية وتراجع عام للطلب العالمي.

وقال خبير الاقتصاد تينج لو من مصرف "نومورا": إننا "نتوقع تباطؤا عاما للنمو الاقتصادي" في النصف الثاني من العام.

وحتى الآن، تتبادل كل من أمريكا والصين فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على 34 مليار دولار من السلع.

لكن الولايات المتحدة أعلنت يوم الثلاثاء، فرض رسم جديد نسبته 10% على 200 مليار دولار من السلع الصينية اعتبارا من سبتمبر/ أيلول المقبل.

وحذرت الصين واشنطن من اتخاذ "إجراءات مضادة ضرورية" إذا نفذت تهديدها.