اخبار العالم

هل يمضي نتنياهو قدما في اجتياح رفح أم يلتزم بالهدنة المقترحة؟


محمد اسماعيل - القاهرة - بي بي سي

دخلت حرب غزة يوم الثلاثاء 7 مايو منعطفا جديدا بعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي سيطرة قوات خاصة إسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، حيث كانت المعونات الدولية تدخل من خلاله إلى القطاع.

الجيش الإسرائيلي قال إن ما وصفه بالعملية "محدودة النطاق" في رفح تهدف إلى قتل عناصر حركة حماس وتفكيك البنية التحتية التي تستخدمها الحركة التي تدير القطاع المحاصر.

وأضاف أن قواته تعمل في منطقة محددة في شرق رفح، وأنه تم إجلاء الغالبية العظمى من السكان في منطقة العمليات العسكرية.

وقد حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من أن أي هجوم عسكري على رفح جنوبي القطاع ستكون له تداعيات كارثية وسيكون خطأ استراتيجيا، داعيا كل من له تأثير على إسرائيل للعمل على ثنيها عنه، وفق تعبيره.

كما حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من تأثير انخفاض إمدادات المساعدات على المدنيين، عقب سيطرة إسرائيل على معبر رفح.

وقالت لويز واتريدج، المتحدثة باسم الوكالة، لبرنامج اليوم على إذاعة بي بي سي: "أكبر مشكلة نواجهها في الـ 24 إلى 48 ساعة الماضية هي المعبر الحدودي وعدم وجود إمدادات ومساعدات كافية"، وأضافت إن الوضع "مقلق للغاية".

من جانبها حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن العملية الإسرائيلية في رفح ستعقد بشكل كبير إيصال المساعدات إلى سكان غزة، وأنه إذا أغلق معبر رفح لمدة طويلة سيكون من الصعب تجنب المجاعة في القطاع.

في غضون ذلك قالت الأمم المتحدة إن إمدادات الوقود في قطاع غزة تكفي ليوم واحد فقط، وأن طول فترة منع دخول الوقود لغزة يقضي على عمليات الإغاثة الإنسانية.

وأشارت إلى أن المعبرين الرئيسيين إلى قطاع غزة ما زالا مغلقين، ما يحجب المساعدات الخارجية فعليا عن القطاع الذي لا يوجد به سوى عدد قليل للغاية من المتاجر.

وقال ينس لايركه المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة خلال مؤتمر صحفي في جنيف "إسرائيل أغلقت معبري رفح وكرم أبو سالم في إطار عمليتها العسكرية في رفح".

وأضاف "المعبران الرئيسيان لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة مغلقان الآن"، وأن وكالات الأمم المتحدة ليس لديها سوى مخزونات قليلة جدا داخل قطاع غزة نظرا لاستهلاك الإمدادات الإنسانية أولا بأول.

وأوضح المتحدث "لسنا موجودين حاليا عند معبر رفح لأن مكتب كوغات (مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية) رفض السماح لنا بالوصول إلى هذه المنطقة" وهي نقطة العبور الرئيسية للمساعدات الإنسانية.

يأتي ذلك في وقت قال مسؤولون في وزارة الصحة بقطاع غزة إن القوات الإسرائيلية منعت سفر الجرحى والمرضى ومرافقيهم لتلقي العلاج خارج غزة.

وأشاروا إلى أن إغلاق إسرائيل معبر رفح منع دخول شاحنات الأدوية والمعدات الطبية والوقود اللازم للمستشفيات.

نزوح بلا نهاية
كانت إسرائيل قد صعدت من قصفها لشرق مدينة رفح الفلسطينية، وألقت منشورات على سكان المنطقة تطالبهم بمغادرة بعض مناطقها يوم الاثنين 6 مايو.

وقالت ريم النجار، من منطقة جباليا البلد، إن الإسرائيليين ألقوا منشورات في المنطقة تتضمن تحذيرات وأوامر بإخلاء أماكنهم.

وأوضحت النجار لبرنامج غزة اليوم الذي يبث عبر إذاعة بي بي سي عربي، أنها في البداية وصلت إلى خان يونس ومن ثم إلى رفح، وأيضا جرى تحذيرهم مؤخرا من البقاء في رفح وعليهم إخلاؤها.

وقالت "مستمرون بالانتقال من مكان إلى مكان، وطلبوا منا الانتقال إلى المنطقة التي بالقرب من البحر".

من جهتها، قالت الطبيبة لمياء أبو مصطفى، "الآن سننزح للمرة الخامسة والإسرائيليون يطالبوننا بإخلاء أماكننا ولم يبق أي مكان لننزح إليه أو نبقى فيه".

تقول الأمم المتحدة إن رفح تستضيف أكثر من 1.3 مليون نازح، وهم يمثلون نحو نصف سكان قطاع غزة، بينما ترفع تقديرات أخرى ذلك العدد إلى 1.5 مليون شخص. وقد نزح بعض هؤلاء من أماكنهم نحو 6 مرات هروبا من القصف الإسرائيلي.

وبذلك يكون عدد سكان رفح قد زاد خمسة أضعاف مع فرار الناس من القصف، وغالبا بموجب أوامر الإخلاء، منذ أن بدأت إسرائيل هجومها في قطاع غزة، في أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر الماضي.

ويكافح الأطباء وعمال الإغاثة لتوفير المساعدات الأساسية، ووقف انتشار الأمراض بين النازحين.

جاءت العملية الإسرائيلية في رفح بعد إعلان حركة حماس موافقتها على مقترح مصري – قطري للتوصل إلى وقف إطلاق النار، لكن إسرائيل قالت إن الشروط الواردة في الاتفاق المقترح لا يلبي مطالبها.

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان "إن مصر حذرت من أن العملية الإسرائيلية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل غزة" مع دخول الحرب شهرها الثامن.

يتضمن المقترح، بحسب مسؤولين في حماس، ثلاث مراحل، كل مرحلة تتكون من 42 يوما.

تشمل المرحلة الأولى: وقف إطلاق النار مؤقتا في الأماكن المأهولة بالسكان، ووقف طائرات الاستطلاع لوقت محدد، والانسحاب من محور نتساريم، ومحور دوار الكويت.

وتشمل المرحلة الثانية إعلان الهدوء بشكل دائم داخل قطاع غزة، وخروج إسرائيل بشكل كامل إلى خارج قطاع غزة.

وتتضمن المرحلة الثالثة عودة النازحين بشكل كامل إلى مناطقهم المختلفة بلا قيد أو شرط، وهذا يتضمن حرية الانتقال لسكان القطاع في أي مكان داخله.

ويتزامن ذلك مع توفير المساعدات والغذاء وإقامة مساكن مؤقتة للإقامة للسكان الذين فقدوا بيوتهم، وفي ذلك سيكون هناك جهد كبير من جانب مصر وقطر وهيئات الأمم المتحدة لوضع خطط إعادة إعمار قطاع غزة بشكل كامل وذلك في المرحلة الثالثة.

في الأثناء قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة أوضحت وجهة نظرها لإسرائيل بشأن الغزو البري الكبير لرفح، في أول رد فعل لواشنطن منذ سيطرة القوات الإسرائيلية على المعبر الحدودي مع غزة.

وقالت المتحدثة في رسالة عبر البريد الإلكتروني نشرتها وكالة رويترز: "ما زلنا نعتقد أن صفقة الرهائن هي في مصلحة الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، فهي ستؤدي إلى وقف فوري لإطلاق النار وتسمح بزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة".

من جانبه حذر جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي من أن الهجوم الإسرائيلي على رفح سيؤدي على الأرجح إلى مقتل المزيد من المدنيين مشيرا إلى أنه "لا توجد مناطق آمنة في غزة".

Advertisements

قد تقرأ أيضا