أيقظ طلاب الجامعات الأمريكية ضمير حكومتهم التي انحازت بشكل فاضح للمحتل الإسرائيلي منذ بداية الحرب، واستخدمت الفيتو مرات عديدة لمنع وقف الحرب، وأسهموا في بعض التحولات والضغط على الجانب الإسرائيلي، ويتأمل المراقبون أن يكونوا أحد أسباب منع تنفيذ مخطط اجتياح رفح التي تؤوي أكثر من مليون ونصف نازح.

رسائل رمزية
عبر أهل غزة برسائل رمزية نقلتها وسائل الاعلام عن شكرهم لطلاب الجامعات في أمريكا، ولم يجدوا سوى قماش خيامهم وسيلة لإيصال صوتهم إلى الطلبة المحتجين حول العالم.

وقال تفكير حمد (44 عاما) «كل حر ينتصر لنا يستحق أن نقول له شكرا، وصوت طلبة الجامعات في الغرب وصلنا ومنحنا الأمل، فهل سنسمع صوت الطلبة في جامعات أخرى؟».

ولفت إلى أنه يدرك قيمة وتأثير حركات التضامن، خاصة في أوساط طلبة الجامعات، والتي غيرت مسار أحداث عالمية، ويتابع باهتمام كبير اتساع رقعة الفعاليات المناهضة للحرب الإسرائيلية على غزة، والتي اندلعت شرارتها في جامعة كولومبيا الأمريكية وانتشرت في جامعات أخرى على مستوى الولايات المتحدة، قبل أن تمتد إلى جامعات أوروبية.

نازحون مشردون
ومن خيمته في رفح إلى الخيام المنتشرة في ساحات الجامعات الغربية، يقول تفكير «كنازحين مشردين في رفح المهددة بالاجتياح البري نرسل للطلبة الأحرار التحية، ونبادلهم التضامن وندين ما تعرضوا له من تنكيل واعتقال، ونشد على أياديهم لمواصلة نضالهم الإنساني لوقف الحرب ومنع اجتياح رفح».

ويؤكد «لأننا على حق ولأن الصور التي تخرج من غزة مؤلمة وجرائم الإبادة غير مسبوقة بحق البشر والشجر والحجر تحرك الطلبة في العالم، وحراكهم في أعرق الجامعات سيكون له أثر كبير بالضغط على أنظمتهم من أجل مواقف أكثر جدية لوقف حرب الإبادة الإسرائيلية ضد غزة».

بارقة أمل
ويشعر محمد حمد (43 عاما) وهو نازح من بلدة بيت حانون ومجاور لتفكير في خيمته ببارقة أمل من تنامي وانتشار حركات الاحتجاج والتضامن في الجامعات الغربية، ويتمنى أن يلتحق طلبة الجامعات الأخرى بركب زملائهم في جامعات الولايات المتحدة وأوروبا، لتشكيل قوى ضغط كبيرة على الأنظمة من أجل إجبار الاحتلال على وقف عدوانه.

يضيف: «طلبة الجامعات هم الذين يشكلون الرأي العام في أي مجتمع، وقد يكون لحراكهم في الولايات المتحدة تأثير كبير ويضغطون على البيت الأبيض من أجل وقف الحرب عشية الاستعداد للانتخابات الأمريكية المقبلة».

احموا دماءنا
وتقول النازحة الأربعينية صفية معروف «شكرا لكل واحد بيدعمنا وبيساندنا»، وكتبت على جبين طفلتها منة (عامان) كلمة «كولومبيا» تقديرا منها لحراك الطلبة في الولايات المتحدة الذي انطلق من هذه الجامعة.

وبعثت رسالة مكثفة إلى الطلبة المنتفضين حول العالم «استمروا واضغطوا لحماية دماء أطفالنا»، ومنهم طفلها نبيل (3 أعوام) الذي يدور بين الخيام حاملا قطعة كرتونية كتب عليها باللغة الإنجليزية «شكرا طلبة جامعة كولومبيا، أنا أحبكم».

يتظاهر طلاب الجامعات في أنحاء الولايات المتحدة منذ 7 أكتوبر 2023 مع اعتصامات وتجمعات ومسيرات تطالب بوقف إطلاق النار في غزة وبوقف استثمار جامعاتهم في إسرائيل.

اقتحام الشرطة
وتعد جامعة كولولمبيا اكثر الجامعات التي شهدت حراك طلابي لنصرة أهل غزة، وذكرت شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية أمس، أن أعضاء من شرطة نيويورك شوهدوا في صور حية وهم يدخلون حرم جامعة كولومبيا، ويأتي ذلك بعد أن تلقت إدارة شرطة نيويورك رسالة من جامعة كولومبيا تسمح لها بالذهاب إلى الحرم الجامعي.

وقالت صحافة شرطة نيويورك في بيان «لقد بدأت العملية في جامعة كولومبيا»، وأكدت كاز داتري، نائب مفوض العمليات في شرطة نيويورك، في منشور على موقع التواصل الاجتماعي «إكس»، حيث شارك مقطع فيديو للشرطة وهي تتحرك: «بناء على طلب الجامعة، نحن حاليا في الحرم».

انتصار للطلاب
وخلال الأسبوعين الماضيين امتدت الاحتجاجات الطالبية المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات تتوزع في سائر أنحاء الولايات المتحدة، من كاليفورنيا غربا (جامعة كاليفورنيا - لوس أنجلوس، جامعة جنوب كاليفورنيا...) إلى الولايات الشمالية الشرقية (كولومبيا، ييل، هارفارد، يوبين) مرورا بالولايات الوسطى والجنوبية مثل تكساس وأريزونا.

ولا يزال يتعين على طلاب جامعة براون وإدارتها مناقشة الخطوط العريضة لهذا الاتفاق خلال الفترة الممتدة من مايو وحتى أكتوبر، وفي المخيّم الاحتجاجي الذي بنوه في حديقة الجامعة، قفز طلاب فرحاً بالاتفاق وعانق بعضهم بعضاً وهم يغنون، وقال الطالب ليو كورزو كلارك إن الاتفاق هو «انتصار كبير لهذه الحركة الدولية ولشعب فلسطين».

الجامعات الأمريكية المشاركة في الاحتجاجات:

• جامعة جورج واشنطن.
• جامعة كاليفورنيا.
• جامعة لوس أنجلوس.
• جامعة جنوب كاليفورنيا.
• جامعة كولومبيا.
• جامعة ييل.
• جامعة هارفارد.
• جامعة يوبين.
• جامعة تكساس.
• جامعة أريزونا.