أثنى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو على وزيرة المواصلات ميري ريغيف في أعقاب الهجوم الذي شنته على رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي خلال جلسة عقدها المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، معتبرا أنها أدت "عملا جيدا".

جاء ذلك بحسب ما أوردت القناة 12 الإسرائيلية، لتسلط مزيدا من الضوء على كواليس الهجوم الذي شنه وزراء في حكومة نتانياهو، وعلى رأسهم ريغيف، على رئيس الأركان، في أعقاب التقرير عن تشكيله لجنة للتحقيق بإخفاق الجيش في منع هجوم السابع من تشرين الأول الماضي.

وأفاد التقرير بأن موظفا رفيع المستوى شارك في اجتماع للكابينيت عقد يوم الخميس 4 كانون الثاني الجاري، شهد هجوما حدا على رئيس الأركان الإسرائيلي، إثر الأنباء عن تشكيل لجنة للتحقيق، سمع نتانياهو يتحدث إلى ريغيف ويقول لها: "كل الاحترام يا ميري، لقد قمت بعمل جيد".

وبحسب التقرير، فإن هذا الموظف الرفيع أبلغ المسؤول عنه، ومن هنا انتشر الخبر في الأوساط السياسية والمهنية ونشأ الاعتقاد بأن الهجوم الذي تعرض له هليفي من وزراء مقربين من نتانياهو كان مخططًا له وبإيعاز من نتانياهو شخصيا، الذي ظل صامتا خلال الجلسة واكتفى بتوجيه ملاحظة لرئيس الأركان، إلى أن أنهى الاجتماع في مرحلة معينة.

في المقابل، نفى مكتب نتانياهو ومكتب ريغيف التقرير، وشدد مكتب رئيس الحكومة على أن نتانياهو "لا يعطي تعليمات للوزراء بشأن ما سيقولونه في اجتماع مجلس الوزراء، كما أنه لم يجرِ محادثة مع الوزيرة ريغيف سواء قبل أو أثناء أو بعد جلسة الكابينيت"؛ فيما اعتبر مكتب ريغيف أن ما أوردته القناة تقرير كاذب.

وجاء في التفاصيل أن ريغيف تقلق قصاصة ورق خلال الاجتماع، وبعدها أخبرت الحاضرين عما تداولته وسائل الإعلام الإسرائيلية حينها بشأن تشكيل الجيش لجنة للتحقيق في إخفاق 7 تشرين الأول الماضي، على رأسها وزير الأمن ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، شاؤول موفاز.

وخلال الجلسة، شرعت ريغيف بالإضافة إلى وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ووزير التعاون الإقليمي دافيد أمسالم، هجوما على رئيس الأركان، وطالبت ريغيف من هليفي توضيحات بشأن لجنة التحقيق التي قرر تشكيلها، وقالت: "هذا أمر لا يمكن تصوره، أنا غاضبة جدا من الجيش".

وخلال الاجتماع، قال نتانياهو لرئيس الأركان الإسرائيلي: "في بعض الأحيان عليك الإصغاء للوزراء"؛ فيما قالت ريغيف: "لدينا العديد من التساؤلات حول سلوك الجيش، وحول ما حدث، لكننا نستمر في القول لأنفسنا: هذا ليس الوقت المناسب وإنما وقت الحرب، وأنتم قررتم بدء التحقيق في هذا الوقت؟".