الارشيف / اخبار العالم

حماس: المقاومة تنسف يوميًا أحلامَ سيطرة الاحتلال على غزَّة

ياسر رشاد - القاهرة - عقدت حركة حماس مؤتمر صحفي ترأسه القيادي في الحركة أسامة حمدان مساء اليوم الأربعاء، مواكبةً لتطورات العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد قطاع غزة.

 

وفي السطور التالية أبرز تصريحات حمدان في المؤتمر:

 

لليوم الثالث بعد المئة، يواصل شعبنا الفلسطيني وأهلنا في قطاع غزَّة صمودهم الأسطوري، وصبرهم وتضحياتهم، وثباتهم على أرضهم، في مواجهة عدوان الاحتلال وإجرامه ومخططاته.

 

هذا الشعب العظيم المتسلّح بكل معاني العزّة والكرامة والكبرياء والنضال، يثبت للأعداء والأصدقاء أنَّه شعبٌ عصيٌّ عن الانكسار، ولا يعرف في قاموسه الاستسلام، رغم العدوان وحرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال النازي، بكل وحشية وإجرام وسادية، طالت كل مقوّمات الحياة الإنسانية.

 

تعجز كل عبارات الفخر والاعتزاز والإشادة أن تفي حقّ هذا الشعب العظيم في قطاع غزَّة العزّة، في بطولته وصبره ورباطه وتضحياته وثباته ونضاله، الذي يدافع عن قضيةٍ عادلةٍ، وحقوقٍ مشروعة، وعن كرامةِ وشرفِ ومقدساتِ الأمَّة، التي يريد هذا العدو النازي والقوى الداعمة له، تصفيتها وتغييبها وطمس معالمها.

 

لن ينجح المحتلون في تحقيق أيّ من أهدافهم ومخططاتهم العدوانية، بإذن الله، وبفضل صمود شعبنا وبسالة مقاومتنا، سيتحقّق النصر المبين، بفضل الله وقوّته. 

 

يواصل الاحتلال النازي في حرب التجويع والتعطيش المُمنهج ضد أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزَّة، حيث بات أكثر من 800 ألف فلسطيني يعيشون مجاعة حقيقية، بمنع الاحتلال إدخال المساعدات والمواد الغذائية والتموينية والوقود والغاز والإمدادات الضرورية لاستمرار الحياة الطبيعية.

 

يعيش النازحون في محافظات قطاع غزَّة، مأساة حقيقية، لا يمكن وصفها أو التعبير عنها، في ظل انعدام كل مقوّمات الحياة الطبيعية، من الغذاء والماء والدواء والمأوى، فقد أصبح 400 ألف منهم مصابين بأمراض معدية نتيجة النزوح.

 

ارتفعت أعداد المصابين إلى نحو 61 ألفاً، وهم محرومون من السفر للعلاج خارج قطاع غزَّة، في ظل جرائم الاحتلال ضد المستشفيات وإخراجها عن الخدمة.

 

أكثر من 7 آلاف مفقود، 70% منهم من النساء والأطفال، تحت الأنقاض لم تستطع الطواقم الطبية والدفاع المدني من انتشالهم حتى الآن، نتيجة القصف العشوائي الهمجي المستمر، وبسبب عدم توفّر الوقود وغياب المعدّات اللازمة.

 

لم يترك هذا الاحتلال النازي جريمة بشعة إلاّ وارتكبها ضدّ قطاع غزَّة، خلال ما يزيد عن مئة يوم كاملة، من القصف والتدمير والإبادة الجماعية والتطهير العرقي، حيث نفذ جيش الاحتلال الفاشي أكثر من ألفَي مجزرة ضد الفلسطينيين العزَّل والمدنيين والأطفال والنساء، خلّفت أكثر من 31 ألفاً بين شهيد ومفقود.

 

في الضفة الغربية المحتلة، يواصل الاحتلال جرائمه الوحشية، عبر الاقتحامات اليومية للمدن والقرى والبلدات، وعمليات الاعتقال والاغتيال، وعبر سياستها الاستيطانية والتهويدية، وتسليح المستوطنين فيها، وإطلاق العنان لهم لاستباحة الأرض والدماء والمقدسات.

 

وصل عدد الشهداء في الضفة منذ السابع من أكتوبر إلى 350 شهيداً، إضافة إلى حوالي 4 آلاف مصاب، وبلغ عدد المعتقلين أكثر من 5 آلاف معتقل.

 

استمرار الاحتلال في جرائم ومجازر القتل والتجويع والتعطيش ضد أبناء شعبنا في غزَّة، ومنع إدخال المساعدات، رغم قرار مجلس الأمن الدولي، يمثّل وصمة عار تاريخية لكل المتقاعسين والمتخاذلين، عن تجريمها ووقفها ومنع قتل المدنيين الأبرياء قصفاً وجوعاً وعطشاً.

 

نحمّل الإدارة الأمريكية ورئيسها بايدن مسؤولية هذه الجرائم وحرب الإبادة الجماعية، لدعمها هذا الاحتلال، سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً، فهذه الإدارة شريكة في قتل شعبنا وتهجيره وإبادته، ولن تكون بمعزل عن المساءلة والمحاكمة قانونياً وأخلاقياً وإنسانياً.

 

أمام هول الكارثة الإنسانية المستمرة والمتفاقمة يومياً، التي يعيشها أهلنا في قطاع غزَّة، فإنَّنا لنتساءل، كما تتساءل شعوب أمَّتنا والأحرار في كل العالم، إلى متى تنتظر دولنا العربية والإسلامية الشقيقة، حتى تتحرّك بشكل جاد وعاجل، لتجاوز كل الضغوط التي يمارسها الاحتلال والإدارة الأمريكية، وفرض إرادة هذه الدول في إغاثة المكلومين من أبناء غزَّة، وتضميد جراحهم، والوقوف والتضامن معهم بكل الوسائل أمام هذا العدوان النازي؟!

 

إننا ندعو منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى ضرورة كسر الحصار عن قطاع غزَّة بشكل عاجل وفوري، وإجبار الاحتلال على دخول كل الوفود الرّسمية والشعبية ومعها المواد الطبية والإغاثية ومعدّات الإسعاف والدفاع المدني، إلى كلّ مناطق قطاع غزَّة.

 

لا تزال كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام، ومعها المقاومة الفلسطينية، تدير معركة طوفان الأقصى، بكل قوّة وحكمة واقتدار، وتثأر لدماء شعبنا وتثخن في جنود وضباطه جيش الاحتلال النازي، وتنسف كلَّ يومٍ أحلامَ سيطرتِه على أرض غزَّة، وتحقّقُ ما أعلنَتْهُ أنَّها ستكون مقبرةً للغزاة.

 

إنَّ التلاحم الوطني الكبير، بين أبناء شعبنا، في الصبر والتضامن والتضحية والنضال، يؤكّد مجدّداً على الالتفاف والاحتضان العميق لمشروع المقاومة

Advertisements

قد تقرأ أيضا