اخبار الخليج / اخبار الإمارات

الإمارات .. بيئة عمل «داعمة للوالدين»

  • 1/5
  • 2/5
  • 3/5
  • 4/5
  • 5/5

ابوظبي - سيف اليزيد - لمياء الهرمودي (أبوظبي)
تعمل هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة من خلال إطلاق برنامج علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين على إلقاء الضوء على التحولات الكبيرة التي تشهدها دول العالم ومن بينها الإمارات فيما يتعلق بالشكل التقليدي للتوازن بين العمل والحياة الأسرية، حيث نشأ عن هذه التغيرات انتشار ثقافة العمل سريعة التطور، والتي أصبحت أكثر مرونة واستجابة لاحتياجات الوالدين العاملين.
كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وجه بتعميم علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين، التي أطلقتها هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، على جميع المؤسسات في الدولة، وفتح باب المشاركة أمامها، والتوسع في تطبيق الممارسات والسياسات الداعمة للوالدين ضمن مختلف بيئات العمل، كونها جزءاً أساسياً من الثقافة المؤسسية الإيجابية والبناءة وخطوة نحو ترسيخ ثقافة مجتمعية متجذرة، تركز على دعم الطفل وصون جميع حقوقه.
وتسعى الهيئة إلى نشر هذه الثقافة والتوعية بمستقبل العمل والتحول القادم الذي يأتي مدفوعاً بعدد من القوى الهائلة والتي تتضمن الاعتراف المتزايد بأن أماكن العمل الداعمة للوالدين تقدم مزايا ملموسة لمجموعة واسعة من أصحاب العلاقة بما في ذلك المؤسسات، والوالدان العاملان، والأطفال، والمجتمعات.
ويحمل برنامج علامة الجودة تطلعات وأهداف حيث تحول من مجرد برنامج إلى حركة فريدة على امتداد الدولة لدعم أهمية البيئات الداعمة للوالدين، وقيام مؤسسات تتميز بسياسات وممارسات وثقافة داعمة للآباء والأمهات في العمل، وتوفير المرونة للعائلات والإصغاء إليها وتفهم احتياجاتها ودعم الرفاعية العامة للموظفين وعائلاتهم، فضلاً عن توفير فرص للوالدين العاملين لتحقيق النجاح في العمل ومن المنزل.

تكريم الجهات
وأكدت سناء سهيل مدير عام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة أن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات وضعت الأسرة والطفل من ضمن أهم الأولويات، لذلك من المهم أن تتوافق كافة الجهود من القطاعين الحكومي والخاص لدعم هذا التوجه، ومن المهم استحداث مثل هذه البرامج التي اتسمت بأسلوب التحفيز من خلال تكريم الجهات التي تشارك فيه والحاصلين عليها يكرمون من قبل صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وهذا ما يؤكد أهمية البرنامج، وأن الجهات التي حققت هذه العلامة تكون ضمن الجهات التي استطاعت أن تحقق وتنفذ توجهات القيادة الرشيدة.
وأضافت: «لقد أكدت الجهات التي شاركت في البرنامج أنها استطاعت أن تحصل على نتائج إيجابية من قبل الموظفين حيث تم رفع الإنتاجية وتحقيق مبدأ الرفاهية في العمل، والعمل على تطبيق مبدأ الصحة النفسية للموظفين وفرق العمل المختلفة».
الثقافة الإماراتية
وأوضحت مدير عام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة في أبوظبي: إن تطبيق البرنامج يسهم في تعزيز الثقافة الإماراتية في الأجيال القادمة من خلال توفير المرونة للوالدين في تخصيص أوقات أكثر لقضائها مع أبنائهم، بالتالي سيسهم ذلك في التبادل الثقافي والتواصل اللغوي سيكون أقوى وأفضل، بالتالي تواجد الوالدين مع أبنائهم بصورة أكبر سيعزز من جانب تعزيز الثقافة الإماراتية في الأجيال القادمة. ودعت الجهات الحكومية والمحلية في الدولة للمشاركة في الدورة الثالثة من برنامج علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين. وقالت: من المهم جداً أن نشارك في هذا البرنامج ونحن نتأمل من الشركات كافة أن تبادر وتشارك في الدورة الجديدة للبرنامج حتى نرتقي ببيئات العمل على مستوى الدولة بما يترجم نهج القيادة والحكومة.

أجواء إيجابية
بدوره، أكد عمر خان، رئيس مركز الدراسات والبحوث التجارية في غرفة دبي: أن توفير بيئات داعمة للوالدين بات الآن أمراً شبه مفروض على المؤسسات حيث إن، الاستثمار في الموارد البشرية للموظفين أمر مهم، فمن خلال توفير بيئات عمل تساند الوالدين سيسهم ذلك في تحقيق إيجابيات عديدة في العمل، ومن أبرزها بناء الثقة المتبادلة بين الموظفين ورؤسائهم، وخلق أجواء عمل إيجابية تحقق التوازن بين العمل والأسرة، وتكون جاذبة للموارد البشرية المتميزة. وباعتبار الموظفين من أهم الاستثمارات من جانب العلوم والخبرات والتي قد لا تقدر بثمن فإنه لابد من تصميم بيئة عمل داعمة لهم، ما سيسهم في دعم ورفاه الموظفين، فضلاً عن ازدهار بيئات العمل بما يعود بالفائدة والمنفعة على العائلات والمؤسسات، بالإضافة إلى تحسين سمعة صاحب العمل والعلامة التجارية أو الجهة والمؤسسة والارتقاء بمكانتها وتحقيق الربح، حيث إن، هناك دراسات عديدة أكدت بأن تفعيل مشاركة القوى العاملة في المؤسسات الربحية من شأنه أن يعزز من الربحية. كما أن أماكن العمل الداعمة للوالدين تساعد على تخفيض مستوى التوتر وتعزز من مستويات العافية ما يسهم في تحقيق تطور أفضل للأسرة والأطفال في المجتمع.

ترسيخ ثقافة مجتمعية تركز على دعم الطفل وصون حقوقه
قال طارق بن هندي: «الشركات والمؤسسات هي عبارة عن مجموعة من الأشخاص الذين يعملون معاً ومن خلفيات واحتياجات متباينة، ولخلق بيئة عمل محفزة وداعمة، وصحية لابد من أن توفر الشركات والمؤسسات الدعم اللازم للموظفين، ويعتبر الوالدين من أهم الأشخاص الذين يحتاجون لمثل هذه البرامج والمبادرات التي تسهم في دعمهم، حيث إننا لا نريد أن نصل إلى مرحلة يصل فيها الموظف أو الموظفة إلى الاختيار بين الوظيفة ورعاية الأبناء، وبالتالي قد يتم هدر قدر كبير من الخبرات والمهارات والإمكانات والعقول البشرية المهمة. لذلك فإن مثل هذه البرامج ستعمل على توفير فرص عمل مرنة للوالدين وفرصة لتربية الأبناء تربية صحيحة وسليمة ومبنية على ثقافة إماراتية قوية في نفس الوقت، وذلك بهدف المشاركة في تطوير المجتمع وتقدمه.
نمو الطفل 
على صعيد نتائج الدراسات التي أعلنتها هيئة الطفولة المبكرة في أبوظبي فقد أظهرت الأبحاث أن دعم الوالدين في مكان العمل والالتزام بدعم الأسر التي لديها أطفال صغار يمكن أن يقلل من إجهاد الوالدين ويعزز من رفاهيتهم، ويساهم في تحسين نتائج نمو الطفل من خلال تعزيز صحة الأمهات وأطفالهم، وتعزيز صحة الآباء وأطفالهم، ومساعدة الأمهات على الاحتفاظ بأدوارهن الوظيفية، وتعزيز رفاهية المجتمع، وتعزيز صحة الأم والرضيع مما يؤدي إلى تقليل تكاليف الرعاية الصحية، والاستثمار في الأجيال القادمة والتنمية الوطنية. 
وأكدت الدراسة على أن مستقبل العمل يتمحور في توفير بيئة داعمة للوالدين، إذ إننا في عالم سريع التغير، وأن ما ترتب على جائحة كوفيد 19 أحدث تحولات جوهرية في طبيعة العمل، وانتهاج سياسات وممارسات داعمة للوالدين. ما دفع دولة الإمارات بأن تكون في طليعة هذه الحركة المتنامية.

رعاية الأطفال
على صعيد الوالدين، رحب عدد كبير منهم بمثل هذه البرامج، داعين كافة الجهات بأن تشارك وأن تكون بيئات مساندة وداعمة للوالدين بشكل مستدام لما يتماشى ذلك مع نهج وسياسة القيادة الرشيدة لدولة الإمارات المستقبلية. 
وقالت ميرة الهاملي موظفة وأم لطفلتين: «تكمن أهمية توفير بيئة عمل داعمة للوالدين في تعزيز الترابط الأسري ورعاية الأطفال لاسيما في مراحل الطفولة المبكرة، حيث إن، ساعات العمل الطويلة خصوصاً للأمهات ترهقهم في العمل مما ينقص من اهتمامها في رعاية الأطفال الذين قضت معظم يومها بعيدة عنهم. والنتيجة هي أطفال يعيشون أولى مراحل حياتهم بالشعور بنقص كبير وحاجة ملحة لقضاء وقت نوعي مع والديهم. والحل يكمن في توفير وفرض سياسات داعمة للوالدين العاملين في مقر العمل وجعلها نهجاً تنتهج به كافة المؤسسات على اختلاف طبيعة عملها لما في ذلك من الأهمية في تعزيز التربية والرعاية السليمة للأطفال. وهذا بطبيعته سينعكس إيجاباً على الإنتاجية في العمل، حيث يكون الوالدان مطمئنين نفسياً تجاه أبنائهم ومحاطين بفريق عمل داعم لهم. حيث إن، رعاية الأطفال ليست بالمهمة السهلة، إنما هي مسؤولية تربية ورعاية الجيل القادم وبناء المستقبل.
بيئات عمل 
قال عبدالله المشتغل: توفير بيئات عمل داعمة للوالدين يعتبر أمراً مهماً للعديد من الأسباب أهمها الترابط الأسري وغرس القيم المجتمعية والثقافية في الأبناء، ومن أهم الآثار الإيجابية لتوفير بيئات عمل داعمة للوالدين هو تحسين صحة الأسرة، حيث يمكن للوالدين الاستمتاع بالوقت مع أطفالهما دون الشعور بالضغوطات الناجمة عن العمل، والذي يسهم في تعزيز العلاقات الأسرية.
استبيان
أدلت نتائج الاستبيان الذي قامت به الهيئة، والذي تم ضمن برنامج علامة الجودة على مستوى الدولة، حيث حصد الاستبيان استجابة 9 آلاف و694 موظفاً امتدت من الفترة من نوفمبر 2022 إلى مايو 2023، ووفقاً للتحليل فإن نسبة 90% من الموظفين الذين يشعرون بالرضا عن الدعم المقدم للوالدين من مؤسساتهم من المرجح أنهم يوصون بجهة عملهم ولذلك فإن على المؤسسات أن تهدف إلى الحفاظ على ميزة التنافسية في السوق، وأن ينظر إليها بأنها بيئة عمل داعمة للوالدين من خلال السياسات والممارسات. وأكد 85% من الموظفين الراضين عن ترتيبات العمل المرنة المتاحة لهم في العمل فقد ذكروا أنهم من المرجح أن يوصوا بجهة عملهم، لذلك فإن على المؤسسات أن توفر سياسات عمل مرنة وتعززها لاستقطاب الكفاءات.

Advertisements

قد تقرأ أيضا