اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

اعترافات مواطنة عربية

وحدها قطر من تلتفت لأوضاعنا العربية الغارقة في الأزمات والعواصف السياسية التي لا يبدو لها مخرج قريب للأسف، ففي الوقت الذي همش فيه العرب ما تفجر في السودان من أحداث دامية وتهجير غالبية شعب العاصمة الخرطوم بسبب اجتياح من كانوا حتى الأمس شركاء في الانقلاب على المخلوع المسجون عمر البشير قبل أن ينقلبوا اليوم ويصطفوا تحت خانة المتمردين الطامعين في السلطة بأي شكل وبأي طريقة وإن كان السبيل الوحيد لها هو تهجير السودانيين وخلق أزمات إنسانية وسياسية لم تلتفت الجامعة العربية المعنية بإنعاش هذه القضايا وطرحها أمام ممثلي الدول العربية التي لم تجتمع يوما على قضايا عربية دامية مثل أحداث غزة التي تفجرت منذ السابع من أكتوبر من العام المنصرم وحتى هذه اللحظة ولا يُعرف أساسا متى يمكن أن يُتاح لهذه الغمة أن تنكشف ويتهيأ شعب القطاع لدفن رفات شهدائهم التي تحللت أجساد معظمهم تحت ثقل الركام والأنقاض التي لم تُرفع حتى الآن.

اليوم نتذكر السودان من باب قطر التي تمد أياديها الطيبة والإنسانية إلى هذا البلد الذي غدا منكوبا وينضم لباقي الدول العربية التي تعيش أزمات حقيقية، كان للدوحة دور ومحاولات في تطييب خواطرها والتخفيف عن ثقل هذه الأزمات التي ما عادت تهز الكراسي العربية إلا من رحم ربي وما عاد شعور المسؤولية يستعر في قلوب الحكومات العربية التي تتباحث دون طائل وتناقش دون فائدة وتجتمع دون نتيجة ولا ثمار لهذه الاجتماعات التي تكون مدوية إعلاميا لكنها بثقل جناح بعوضة في الواقع فأين العرب ؟!

وأعود لأسأل أين العرب الذين يتظلل تحت لوائها أكثر من 20 دولة عربية على اختلاف تأثيرها وثقلها عربيا وإقليميا ودوليا ؟

أين تلك الحكومات التي تطمر نار أي قضية عربية تشتعل في أتونها وقبل أن تحرق الأخضر واليابس وما حولها ؟!

لم تتوالد قضايانا على غفلة منا أو عدم مبالاة منا ونستشعر بأن هذه الولادات المتكررة أمر طبيعي في زمن انتشرت فيه ظواهر تقنين الحمل والتكاثر ؟!

لم تزد وتتضاعف مآسينا وتندثر أو تختفي أفراحنا شيئا فشيئا ؟!

لم تهتم دولة عربية واحدة بما يدور في السودان وغزة وليبيا وسوريا واليمن ولبنان وغيرهم وباقي الدول تعيش سباتا يبدو أبديا إن صح التعبير؟! ألسنا خير أمة، أم شر أمة بالمعنى الصحيح والواضح ؟!

لم علي كمواطنة عربية أن أتذكر إن في السودان أزمة حقيقية وأحداثا تكاد تكون دامية إن قرأت أخبارا عن تحرك قطري ملموس لتحريك المياه الراكدة حول السودان ؟!

ولم علي كمواطنة خليجية وعربية ومسلمة أن أستذكر آلام غزة والإرهاب الإسرائيلي المستمر فيها عند تتبع المحاولات القطرية المستمرة لإنهاء العدوان الإسرائيلي النازي على المدنيين والأطفال الفلسطينيين الذين يناضلون لبقائهم أحياء وودوا لو لحقوا بأحبتهم وأهلهم ؟!

لم علي أن أستنهض هذه الهمم العربية التي باتت رمما في الواقع تحتاج لزلازل بركانية لتتفجر فيها ما يمكن أن يدل على نخوة العرب فيها وشهامتهم وفزعتهم ونجدتهم ؟! لم علينا أن نقول إن هذه مسؤولية قطر وحدها في حين إن 22 دولة عربية تارك العرب المنكوبين لغتهم ومصيرهم وعروبتهم وأرضهم وجغرافيتهم ودينهم وهويتهم؟!

هل أخبرتكم يوما إنني أعاني من ثقل كل هذا في الصحف والمواقع والقنوات الإخبارية في كل مرة تأتي مشاهد تقول إن هناك عربا يعانون ويبكون وينزفون ويستشهدون ويُحتلون ويُهجّرون ويعيشون ظروفا صعبة جدا دون أن يهتم بهم أحد ؟! هل أخبرتكم إنني بت أشتاق لعبارات التنديد والاستنكار العربية التي كنت أسمعها سابقا وأستصغرها وفقدناها اليوم بفعل فاعل ؟!

إن لم أخبركم بهذا فتيقنوا بأنكم تقرأون لي اليوم اعترافات مؤلمة لن أقولها ثانية !

ابتسام آل سعد – الشرق القطرية

كانت هذه تفاصيل خبر اعترافات مواطنة عربية لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا