الارشيف / اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

جميعهم يصوِّبون بنادقهم

حين رفع فوهة بندقيته فى مواجهتى؛ وضعتُ رأس ابنى فى الحقيبة، وشرعت أخلع إسدالى بتلقائية؛ اندهش:

لماذا تخلعين ملابسك؟.

رجعت أبحث عن أشلاء صغيرى، مات فى الغارة الأخيرة، حتى الآن لم أعثر على فخذه ولا قدمه اليمنى، أردت دفنهما معه، لست الآلهة المصرية التى تلملم الأشلاء؛ فقط أردت رؤيته مكتملًا للمرة الأخيرة.

ما اسمك؟.

أخلع ملابسى كلَّما رأيت بندقية، يقول زوجى: القتل فى التوِّ واللحظة حق على الزوجة التى تمتنع، لن يتردد للحظة فى إطلاق رصاصاته لو طلبنى وتأخرت.

مَن زوجك؟، ولماذا أنتِ هنا؟.

أعيش مع جدتى لأمى، ألقمتنى المُرَّ، دائمًا ما سألت ربَّها: لماذا أخذتَ الذكور الأربعة وتركت لى هذه المصيبة؟. قَتَل أحد المستوطنين عائلتى بكاملها، أفرغ فيهم- منذ عشرين عامًا- رشَّاشًا يشبه الذى تحمله. أوصتها أمى قبل أن تلفظ أنفاسها بأن تعلمنى، فصرت كلما تكلمتْ هى أو زوجى ألملمُ الكثير من الجمل والمفردات وألقى بها فى البيارات.

لماذا يدعونك بالمصيبة؟.

لديه آلى ضخم، ويحفظ عددًا من سُوَر القرآن، لم يقبِّلْنى قَط، يقول إنه بدوى، حين طلبتُ؛ ظَل يردد: ناقصات عقل ودين، بيديه متسختى الأظافر دفَن ابنتى الصغيرةَ، وعاد فى أقل من ساعة ليحفر، قُتلت منذ عشر سنوات حين غلَّقتم علينا الحياة، عالقون نحن دومًا، ماتت بشظايا قذائفكم، فى حين تدَّعون أنكم تنثرون الزهور.

لماذا يملك زوجك «آلى»، ومَن قتل؟.

جدتى وأمه قالتا له: كلَّما كسرتَ لها ضِلعًا؛ طلع لها أربعة وعشرون. كان صديقًا لخالى، كلَّما أرادنى؛ صوَّب باتجاهى بندقية، عفوًا، كلما سألته عن خالى أيضًا، صوبها نحو وجهى وقال: لا يردُ اسمُه على لسانك، خالك خرج عن الجماعة، كفر.

ماذا فى هذه الحقيبة البلاستيكية؟.

زوجى يبنى الأنفاق، كيف لا يحمل «آلى» وأنتم تغتصبون الحياة؟!. كلَّما أتانى؛ أشم رائحة البارود والليل والأكفان، فيجتاحنى السأم والنفور. أتعرف مذاق المُرِّ؟، أتجرَّعه كل يوم أكثر من الوجبات.

أين تعيشين؟.

اسمى سُمية، لكن صاحبة طفولتى- التى هاجرت إلى أوروبا منذ ثلاثين عامًا- تدلِّلنى بقولها: المرأة المطوية على الانتهاك، سُمية الانحدار.

عاود تصويب بندقيته نحو وجهى، هذه المَرَّة لم أحدد أهى رائحتى، أم رائحته؟، فالعفن يجتاح أنفى، ورأس ابنى الذى فى الحقيبة البلاستيكية يجتاحهُ، وجدران البيت التى تهدمت، وَلَغْو الرعناء.

د. أماني فؤاد – المصري اليوم
4289.JPG

كانت هذه تفاصيل خبر جميعهم يصوِّبون بنادقهم لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا