منذ أيام صدر قرار محكمة العدل الدولية بشأن القضية التى رفعتها دولة جنوب أفريقيا ضد الكيان الصهيونى.. القرار يدين إسرائيل بوضوح ودون مواربة.. ويلزمها بتدابير تضمن منع أى إجراءات تتخذها يكون من شأنها إحداث إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطينى.. كما ألزمت الكيان الصهيونى باتخاذ ما يلزم لتحسين الوضع الإنسانى بغزة..!
القرار استند إلى مجموعة من الأدلة التى قدمتها للمحكمة دولة جنوب أفريقيا.. كما استعانت المحكمة بشهادة مجموعة من المنظمات الدولية العاملة فى غزة والتى كان على رأسها منظمة الأونروا التى رصدت الكثير من جرائم الحرب فى القطاع منذ بدء العدوان.. الأمر الذى أدى لأزمة بين المنظمة الأممية والكيان الصهيونى ومن خلفه الولايات المتحدة.. والتى أنزلت عقابها بالمنظمة بعد ساعات قليلة من قرار المحكمة بوقف الدعم عنها..!
تحاول أمريكا طمس أدلة الجريمة.. تسعى بكل جهدها لمحو أى دعاية مناهضة للعدوان الإسرائيلى على غزة.. وفى مقدمة الصفوف تأتى «الأونروا».. تلك المنظمة الدولية التابعة للأمم المتحدة، والتى لا يفترض أن ترضخ مثل دول العالم لرغبة الولايات المتحدة بالصمت عما يحدث.. فكان الصدام الحتمى..!
تأسست منظمة الأونروا عام ١٩٤٩، أى بعد النكبة بعام واحد، اسمها يعنى «غوث اللاجئين الفلسطينيين».. يخلط البعض بينها وبين المفوضية السامية لشئون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة والتى تختص بشئون اللاجئين من كل الجنسيات.. بينما تختص «الأونروا» باللاجئين الفلسطينيين وحدهم دون غيرهم..!
لسبب ما أدرك الكيان الصهيونى ومعه أمريكا أن بقاء «الأونروا» على قيد الحياة من شأنه تذكير العالم بأن هناك فلسطينيين ينتظرون العودة، وأن هناك «فلسطين» تنتظر أوانها.. تحمل المنظمة القدرة الدلالية لفكرة العودة للأرض واسترجاع المفقود أو المحتل.. ما يجعلها أحد مسببات القلق والتوتر لليمين المتطرف الذى يحكم الكيان الصهيونى فى الآونة الأخيرة.. فكان قطع الدعم عنها عقاباً مناسباً لاشتراكها فى تقديم الأدلة على إدانة إسرائيل مؤخراً..!!
يتقافز الغرب الآن لإيقاف دعمه عن «الأونروا» إرضاءً لإسرائيل وأمريكا.. دون أن يفصح أحدهم عن سبب منطقى واحد.. فقط هو الغضب من قرار أرفع مستوى قضائى دولى والذى أدان الكيان الصهيونى ومن خلفه كل الصامتين والمراقبين دون شجب أو تنديد فى العالم كله.. وكأن ما قدمته المنظمة من أدلة ضد الكيان أدان الغرب كله وليس إسرائيل وحدها..!
إن قطع الدعم عن «الأونروا» من دول عديدة يسطر فصلاً جديداً من فصول التاريخ المخجل لهذا العالم.. ويبرهن على أن تعريفات كحقوق الإنسان والديمقراطية وغيرها هى مجرد أفكار لخدمة مصالحهم وحدها وليست للتطبيق فى كل الأوقات.. وأن العودة لتصديق الخطاب السياسى الغربى من البعض تنطوى على سذاجة لا تخلو من غرض خبيث.. أو هكذا أعتقد..!
محمد صلاح البدري – الوطن نيوز
كانت هذه تفاصيل خبر عقاب صاحب الدليل! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
"