الارشيف / اخبار العالم / اخبار اليابان

اليابان | لاعبو البيسبول ذوي الاحتياجات الخاصة وتحدي الصعاب في اليابان

  • 1/4
  • 2/4
  • 3/4
  • 4/4

في صيف عام 2023، شاركت مدرسة من ذوي الاحتياجات الخاصة في طوكيو لأول مرة على الإطلاق في الجولة التمهيدية لبطولة كوشيئن للمدارس الثانوية للبيسبول. في هذه المقالة نلقي نظرة على الطريقة التي تغلب بها هؤلاء الرياضيون الشباب ومدربهم على الإعاقات وغيرها من العوائق التي تحول دون ممارسة التي يحبونها.

أخيرًا كوشيئن

في 2 سبتمبر/ أيلول 2023، أُقيمت مباراة في ملعب البيسبول في مدينة هاتشيوجي بطوكيو، ضمن الجولة الأولى من بطولة البيسبول الخريفية للمدارس الثانوية في طوكيو. كان في مقاعد البدلاء فريق مشترك مكون من لاعبين من مدرستي شوئن وفوكاساوا الثانوية، بالإضافة إلى مدرسة سيتشو لذوي الاحتياجات الخاصة. لم يكن لدى أي منهم عدد كافٍ من اللاعبين لتشكيل فريق بمفرده. تم إلغاء المباراة الأولى بعد تفوق واضح لفريق مدرسة هاتشوجي جيسّين الثانوية بعد خمس جولات بسبب فداحة النتيجة التي كانت تشير إلى تفوق هاتشوجي، وخسارة الفريق المشترك بنتيجة 22 مقابل 0. وبعد المباراة، اعترف المدرب هيروشي كوبوتا بخجل قائلاً: ”سيحدث هذا دائمًا عندما تواجه فريقًا بهذه الجودة“.

إلا أنه على الرغم من الهزيمة القاسية، وبدلاً من الامتعاض من الخسارة، كانت كلمات كوبوتا مفعمة بالحيوية. لقد استغرق الأمر 30 عامًا للوصول إلى مسرح المنافسات حيث يتنافس طلاب مدرسته في بطولات المدارس الثانوية.

بدأ كوبوتا التدريس في ربيع عام 1988، وكان حلمه تدريب فريق المدرسة الثانوية وتجهيزهم لبطولة كوشيئن، التي هي هدف كل صبي يلعب البيسبول في المدارس الثانوية. ومع ذلك، عندما انتهى من دراسته الجامعية، تم تعيينه في إحدى المدارس في مدينة فوتشو بطوكيو لطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة ذوي الإعاقات الجسدية والفكرية. كان كوبوتا يشعر بالحزن، معتقدًا أن تدريبه لفريق للبيسبول أصبح الآن أمرًا غير وارد. إلا أن كل ذلك تغير بعد ثلاث سنوات، عندما تم تعيينه مدربًا لفريق البيسبول في مدرسته، وهو ما كان مبالغًا فيه قليلًا حيث كان الطلاب يلعبون في الواقع الكرة اللينة. في البداية، لم يشعر كوبوتا برغبة في التدريب على الإطلاق، حيث كان يحدق شاردًا في الطلاب، الذين لم يتمكنوا من رمي الكرات أو الإمساك بها. ومع ذلك، بالإصرار والتفاني، استطاع كوبوتا تحفيز الطلاب وتعزيز مهاراتهم، وبدأوا في تطوير مواهبهم .

تحولت فرقتهم المتواضعة إلى قوة رياضية تنافسية، وأصبحوا قادرين على التنافس في بطولات المدارس الثانوية. تعكس قصة كوبوتا قوة الإرادة والعزيمة وقدرة الإنسان على تحقيق النجاح رغم الصعوبات التي قد تواجهه.

بعد ذلك، جاء إليه طالب مصاب بمتلازمة داون وسأله: ”هل يمكنك أن تريني كيفية الرمي يا سيد كوبوتا؟“ فمنذ الطفولة المبكرة وحتى الجامعة، كان كوبوتا مهووسًا بالبيسبول. وبينما كان يعلم طلابه أساسيات الإمساك بالكرة، والخطوات، والضرب، وجد نفسه مستغرقًا في الأمر، وقبل أن يدرك ذلك مرت ساعة من الوقت. وكان الطلاب يلقون الكرة لمسافات أبعد مع كل رمية أيضًا، مما جعل كوبوتا يتأثر برؤيته لطلابه يبتسمون ويرقصون فرحًا بقدرتهم على رمي الكرة حتى الآن. أدرك أن حتى هؤلاء الطلاب يمكنهم لعب الكرة اللينة إذا ركزوا في الأمر مليًا. منذ ذلك الحين، أصبح شغوفًا بتدريب الكرة اللينة. ومن خلال العمل بشكل وثيق مع هؤلاء الشباب الذين لم يعرفوا حتى أساسيات اللعبة في البداية، تمكن من رفع أدائهم الفردي. وفي سنته الثانية كمدرب، فاز فريقه ببطولة طوكيو للكرة اللينة لمدارس ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو الأمر الذي سيكون الأول في سلسلة من الانتصارات اللاحقة.

لكن هذا لم يكن كافيا بالنسبة لكوبوتا. حيث يقول: ˮأردت منهم أن يرتقوا بمستوى لعبهم إلى مستوى أعلى، لذلك قررت أن أجعلهم يلعبون مع فريق عادي ليس من ذوي الاحتياجات الخاصة“.

كانت أول مباراة لهم ضد فريق من مدرسة ثانوية للبنات، الذي هزمهم بنتيجة 21-0. وفي الوقت الذي منعت فيه الضربات الفردية خصمهم من تحقيق مباراة مثالية، إلا أن التجربة أبرزت تفوق خصومهم أيضًا. وبعد هذه المباراة، لعبوا مع العديد من الفرق الأخرى العادية، لكنهم خسروا مرارًا وتكرارًا، حتى عام 2006، عندما سجلوا فوزهم الأول بانتصارهم على فريق إحدى الشركات 7-6 في إحدى البطولات بمدينة تاما. لقد استغرق الأمر 17 عامًا من التدريب للوصول إلى هذه النقطة.

كوبوتا في عامه الثالث في تدريب فريق سيتشو للبيسبول: يعزو نجاحه في التغلب على العقبات إلى شغفه بالتدريب. (© هوري سوشيرو)
كوبوتا في عامه الثالث في تدريب فريق سيتشو للبيسبول: يعزو نجاحه في التغلب على العقبات إلى شغفه بالتدريب. (© هوري سوشيرو)

المعوقات خارج أرضية الميدان

لقد جعلته التجربة يدرك تمامًا العقبات. ويتذكر قائلًا:” لم يعجب الكثير من الأشخاص المشاركين في المدرسة باحتمالية منافسة فريقنا في المسابقات القوية الاعتيادية، قائلين بأنه ليس لدينا فرصة للفوز أو أشاروا إلى خطر وقوع إصابات. وفي الواقع، لم يفكر أي من هؤلاء الأشخاص في أننا قد نلعب مع فريق قوي البنية. والأمر بالنسبة لهم، أن مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة كانت هي الخيار الوحيد المتاح“.

فمدارس ذوي الاحتياجات الخاصة وذوي الاحتياجات الخاصة أنفسهم محاطون بالحواجز والمعوقات. ولكن هذه الحواجز لا يصنعها المجتمع الخارجي، بل أولئك الذين يسيطرون على العالم في الأروقة الداخلية. ولكن، بالنسبة لكوبوتا المتحمس والمتحفز، والذي أراد النصر بشدة، لم تكن هذه الحواجز تعني له شيئًا. ومن خلال إظهار طلابه إلى العالم، تعلم هو نفسه درسًا آخر.

ˮلم يكن خصومنا يتساهلون معنا، بل بذلوا كل ما في وسعهم. حيث تلقينا هزائم قاسية واحدة تلو الأخرى. مع ذلك كان الأمر جيدًا. فمثلًا مع اللاعبين رامين الكرات في فريقنا في المباريات ضد مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة الأخرى، يمكنهم إبقاء خصومهم في مأزق بمجرد رمي الكرات المستقيمة، بينما كان الأمر في مواجهة الفرق القوية العادية الأخرى في المتناول، وأحيانًا يردوا علينا برميات سريعة وصعبة كما في الكرات المنحنية. وبعد المباريات، كان الطلاب يأتون إليّ ويسألونني عن كيفية رمي الكرات المنحنية.

ونظرًا لإدراكه التام لحاجة ضاربي الكرات في فريقه إلى تحسين مهاراتهم في الرمي، صاغ كوبوتا استراتيجية من شأنها تمكين فريقه من الفوز. وعلى الرغم من أن التحسينات لم تحدث بين عشية وضحاها، إلا أنه بتريث وثبات، قام لاعبوه بتحسين مستوى مهاراتهم. وبمرور الوقت، قادتهم هذه الجهود إلى التغلب على فريق إحدى الشركات.

ˮحتى اللاعبين ذوي الاحتياجات يمكنهم التحسن إذا وضعوا نصب أعينهم أهدافًا طموحة. ويقول كوبوتا: ˮلهذا السبب أعتقد أن المدربين بحاجة إلى منحهم الفرصة للمحاولة“.

وأقنع هذا الأمر كوبوتا بأن اللاعبين ذوي الاحتياجات الخاصة في نهاية المطاف هم نفس نظرائهم الأصحاء ولهم نفس الحق في المنافسات. وقرر أن يتخذ الخطوة التالية، حيث كانت بطولة البيسبول للمدارس الثانوية حلمه.

ونظرًا لأن البيسبول أصعب من الكرة اللينة، فإن لاعبي البيسبول يواجهون خطرًا أكبر للتعرض للإصابات. وللمنافسة في المباريات الرسمية، يجب أن يكون فريق بيسبول المدرسة الثانوية عضوًا في اتحاد البيسبول للمدارس الثانوية في محافظته، ولكن مدرسة واحدة فقط لذوي الاحتياجات الخاصة - في كاغوشيما – كانت قد تنافست في مباراة رسمية على مستوى المدارس الثانوية. لذلك الآن أصبح لدى كوبوتا عقبة أكبر يجب التغلب عليها.

الأمر الذي منحه فكرة إشراك أشخاص لديهم نفس رؤيته. حيث أسس ˮمشروع كوشيئن يومى“ لمساعدة لاعبي البيسبول ذوي الإعاقات الذهنية على الذهاب إلى بطولة كوشيئن. وعقدت مجموعة المشروع مؤتمرًا صحفيًا في مارس/ آذار 2021، تحت شعار: ˮدعونا نلعب البيسبول! دعونا نذهب إلى بطولة كوشيئن المحتدمة!“

وبمجرد وصول أخبار المؤتمر الصحفي إلى الصحافة، بدأت الاتصالات تتهاطل على هاتف كوبوتا. وكان الكثير من الشباب مهتمين بلعبة البيسبول، ولكن لم تتح لهم الفرصة. وكان هدف كوبوتا الأساسي هو منحهم هذه الفرصة. حيث عقدت جلسات التدريب المشتركة كل شهر. ومجرد القدرة على مطاردة كرة البيسبول حول الملعب مع زملائهم من الرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة كان بمثابة تجربة قيمة للاعبين. وأبدى البعض رغبة واضحة في تجاوز المباريات التدريبية والمشاركة في المباريات الرسمية.

وفي عام 2022، شارك أحد هؤلاء الرياضيين المتحمسين، هاياشي ريونوسوكي، في بطولة آيتشي الصيفية ضمن فريق مشترك. وبفضل دعم الآخرين في المشروع، حقق حلمه.

اصطفاف الفريق المشترك قبل المباراة. (© هوري سوشيرو)
اصطفاف الفريق المشترك قبل المباراة. (© هوري سوشيرو)

الطريق إلى بطولة كوشيئن

في أبريل/ نيسان 2021، وبعد وقت قصير من افتتاح ˮمشروع كوشيئن يومى“، تم إرسال كوبوتا للتدريس في مدرسة سيتشو لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في حي سيتاغايا بطوكيو. وفي يونيو/ حزيران، كون فريق بيسبول في المدرسة لتدريب الطلاب المهتمين. وقد تم تدريبهم بالتزامن مع أنشطة المشروع.

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2022، تقدمت مدرسة سيتشو بطلب للانضمام إلى اتحاد بيسبول مدارس طوكيو الثانوية. وأولئك الذين كانوا في عامهم الأول في المدرسة عند تشكيل النادي سيكونون في عامهم الثالث والأخير في عام 2023، مما يعني أنه يجب الحصول على الموافقة إذا كان لهؤلاء الطلاب فرصة للمشاركة في بطولة كوشيئن في صيف عامهم الأخير. ومع عدم انضمام أي مدرسة من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الاتحاد من قبل، فقد استغرقت الترتيبات اللازمة وقتًا طويلاً. وفي مايو/ آيار 2023، أي بعد حوالي ستة أشهر من تقديم الطلب الأولي، تلقت مدرسة سيتشو ردًا نهائيًا بالموافقة على انضمامها إلى الاتحاد.

ومع ذلك، فإن الفريق لم تتحسن أموره بعد. حيث كان به سبعة لاعبين فقط، وجميعهم طلاب يعانون من إعاقات ذهنية خفيفة. وسيحتاجون إلى تشكيل فريق مشترك مع لاعبين من مدارس أخرى. ومع عدم وجود الكثير من الوقت حتى موعد البطولة، كاد اليأس يتمكن من كوبوتا. ولكنه التجأ إلى صديق له وتعرف على أونو هيديكازو، الذي درب البيسبول في مدرسة فوكاساوا الثانوية. وفي الوقت الذي كان فيه فوكاساوا ينوي خوض البطولة بالاشتراك مع مدرسة شوئن الثانوية، كان الفريق المشترك لا يزال أقل من الحد الأقصى المسموح به وهو 20 فردًا. وكان رد أونو إيجابيًا. ولأنه عمل بنفسه في إحدى مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة، كان متعاطفًا مع احتياجاتهم. ولم يعارض أي من اللاعبين من المدرستين الأخريين الانضمام مع مدرسة سيتشو. وأخيرًا، سيتمكن طلاب سيتشو من المشاركة في المنافسة الرسمية للمدارس الثانوية.

وكانت المباراة الأولى لطلاب مدرسة سيتشو، ضد مدرسة ماتسوبارا الثانوية، هي الثانية في بطولة غرب طوكيو الصيفية، وكانت مثيرة بشكل مدهش. وعلى الرغم من تلقي 10 نقاط في نهاية الجولة الثانية من المباراة، إلا أن الفريق المشترك عادل النتيجة على الفور في بداية الجولة الثالثة. وبعد معركة شرسة، انتهى بهم الأمر بالخسارة بفارق ضئيل 23-19.

وكان شوتو ريهوتو، الذي كان آنذاك طالبًا في الصف الثالث الثانوي بمدرسة سيتشو، هو رقم 7 في التشكيلة الأساسية، ويلعب على الجانب الأيمن. وكان زميله شيراكو يوكي مدرب مسؤول عن توجيه اللاعبين عند قاعدة رمي الكرات، بينما كان ياماغوتشي تايغا الأكبر سنًا في مركز الضارب البديل.

على مساحة 50 مترًا مربعًا فقط، كان من المستحيل في ملعب البيسبول الخاص بمدرسة سيتشو ممارسة المناورات داخل الملعب، ولكن يمكن للاعبين التدرب على الضرب والدفاع والركض. (© هيبينو كيوزو)
على مساحة 50 مترًا مربعًا فقط، كان من المستحيل في ملعب البيسبول الخاص بمدرسة سيتشو ممارسة المناورات داخل الملعب، ولكن يمكن للاعبين التدرب على الضرب والدفاع والركض. (© هيبينو كيوزو)

وقد تنافس في بطولة الخريف فريق مشترك من نفس المدارس الثلاث، والذي خسر أمام مدرسة هاتشوجي جيسّين الثانوية بفارق 22 نقطة. وبينما لا يزال أمام الفريق الكثير للعمل عليه، فإن الحالة المزاجية لم تكن مأساوية على الإطلاق. وذلك لأن هزيمتهم كانت مثل ˮتلك المرة الأخرى“: المرة الأولى التي لعب فيها الفريق الكرة اللينة ضد فريق من الأصحاء، عندما تعرضوا لهزيمة ساحقة على يد فريق الفتيات. حيث وضعتهم هذه التجربة على طريق تحقيق فوزهم الأول.

وبالنسبة للشباب ذوي الاحتياجات الخاصة، تظل بطولة كوشيئن هدفًا بعيد المنال - ولا يمكن للمرء حتى أن يتخيل عدد السنوات التي سيستغرقها الفريق قبل أن يتمكنوا من المنافسة هناك. لكن هناك شيء وحيد مؤكد. لقد بدأ هؤلاء الشباب بالفعل في السير على الطريق الطويل المؤدي إلى تلك الأرض المقدسة لبيسبول المدراس الثانوية.

(النص الأصلي نُشر باللغة اليابانية، الترجمة من اللغة الإنكليزية. صورة الموضوع: فريق البيسبول التابع لمدرسة سيتشو لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة مع المدرب كوبوتا، في أقصى اليمين، بعد تعرضهم للهزيمة بنتيجة 22-0 على يد مدرسة هاتشيوجي جيسين الثانوية في بطولة الخريف في الثاني من سبتمبر/ أيلول عام 2023. © هيبينو كيوزو)

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | لاعبو البيسبول ذوي الاحتياجات الخاصة وتحدي الصعاب في اليابان لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا