فن ومشاهير

أمجد مصطفى يكتب: "زرقاء اليمامة" يضع الاوبرا العربية على الخريطة العالمية

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

ياسر رشاد - القاهرة - بدأت هيئة المسرح والفنون الادائية بالسعودية مرحلة فنية جديدة، بإنتاجها أول عمل أوبرالى سعودي، "زرقاء اليمامة"، الذى عرض فى الفترة من 25 أبريل إلى 4 مايو الجارى، وهى الأوبرا التى تضعهم على الخريطة الفنية العالمية، خاصة أنهم أختاروا فريق عمل عالمى بمعنى الكلمة، حتى يحصل العمل على صدى كبير خارج حدود الوطن العربى.


أوبرا زرقاء اليمامة هي أول أوبرا سعودية وأكبر إنتاج اوبرالي باللغة بالعربية، تعتمد على القصة الخالدة القادمة من عمق تراث الجزيرة العربية.


العمل يقدم على مسرح مركز الملك فهد الثقافي، يجمع المواهب مع المواهب العالمية.


يخرج العمل المخرج السويسري دانييل فينزي باسكا، بينما يتولى التأليف الموسيقي للعمل الأسترالي لي برادشو. 


والبطولة للسوبرانو العالمية سارة كونلي، والسوبرانو إميليا وورزو، بمصاحبة أوركسترا دريسدن السيمفوني الألماني و كورال برنو الفيلهارموني التشيكي بمدربهم المتميز جويل هانا، يصاحبان هذا العمل الفني الذي وضع موسيقاه ببراعة شديدة المؤلف الأسترالي الموهوب "لي برادشو"  النص للشاعر السعودي "صالح زمانان"، الحائز على عدة جوائز محلية وعالمية في الشعر والمسرح، حيث استلهم نص العمل من القصة التاريخية مضيفاً إليها لمسته الأدبية عبر أشعار تغنى بأسلوب الأوبرا.


المخرج السويسري دانيال فينزني باسكا متخصص في الأعمال الضخمة و الاولمبياد و عروض "سيرك دي سولاي" المبهرة.


المدير الفني والمنتج المنفذ، السويسري الأسترالي "إيفان فوكسيفيتش".


وتتناول قصة "زرقاء اليمامة" الشخصية الشهيرة في تاريخ العرب خلال عصر ما قبل الإسلام، ذات العينين الزرقاوين، والتي تمتلك قدرة فريدة تمكنها من الرؤية من مسافاتٍ بعيدة، كما تتناول مساعي زرقاء اليمامة - المرأة الحكيمة المنحدرة من قبيلة جديس – في إرشاد قومها لبر الأمان في ظل أحداث ملحمية تنذر بأخطار عظيمة.


استوحى الشاعر السعودي صالح زمانان  مؤلف العمل، فصول الأوبرا من القصة التاريخية التي بلغت أصدائها مختلف أقطار العالم العربي، وتظهر قصتها في مزيجٍ فريدٍ يجمع بين العناصر الموسيقية العربية والغربية بشكلٍ فريد في عالم الأوبرا، ويشكل إضافة ثمينة للمخزون الثقافي العالمي.


المؤلف و الملحن  الشهير لي برادشو،استوحى الموسيقي الأوبرالية لـ "زرقاء اليمامة"، في تركيبها الموسيقي عناصرَ من الموسيقى العربية، والتراث السعودي، والأساليب الموجودة في المقطوعات الموسيقية الأوبرالية العالمية مثل موزارت، وفيردي، وبوتشيني. 
من أجل مزيد من الابهار وفرت هيئة المسرح شاشات لنقل الحوار الشعري باللغتين العربية والإنجليزية، لتمكين الجمهور من متابعة التفاصيل الفنية المستوحاة من جماليات القصة نفسها. 


و لأن مصر رائدة فى هذا المجال، يشارك من مصر المايسترو ناير ناجى الذى يقود حفلين من اجمالى 10 حفلات تقدمها هيئة المسرح، الى جانب مغنية الاوبرا السوبرانو دينا اسكندر، وهما يمثلان مصر فى هذا العمل الضخم.


تحدثت مع المايسترو ناير ناجى الذى يعد من أهم قادة الأوركسترا فى مصر، الذى تحدث للوفد عن هذا المشروع الكبير قائلا: أعمل ضمن فريق عمل هذا المشروع الضخم منذ حوالي سنتين، أولا كمدرب للأداء الغنائي باللغة العربية لمغنيين الأوبرا العالميين المشاركين، و علي رأسهم الميتزو سوبرانو البريطانية الشهيرة ديم سارة كونولي، التي تؤدي دور "زرقاء"، و ثانيا كقائد ثاني، حيث قمت بقيادة  الأوركسترا فى عرضين للماتينيه يومى الاول كان فى ٢٧ أبريل، والثانى مساء ٤ مايو، و بالطبع يقود باقى الحفلات القائد الاساسى الأسباني الكبير بابلو جونزاليز.


وأتشرف بكونى أنا و زوجتى دينا اسكندر،الموسيقيين المصريين الوحيدين المشاركين في هذا المشروع الفريد ،حيث تلعب فيهما زوجتي  السوبرانو دينا اسكندر دور "عفيرة"، واحد من أدوار البطولة.


ثم تطرق ناير الى كيفية مشاركته فى هذا العرض قائلا: عند بداية عملهم بهذا المشروع، بحثوا عن كورال محترف يغنى باللغة العربية، و بالبحث على الانترنت، وجدوا كورال القاهرة الاحتفالى، و بأعتبارى قمت بتأسيسه، أتصلوا بى، وطلبوا منى ان أقوم بتدريب كورال القاهرة على العمل، بعد ذلك اعتذر المخرج عن الحضور الى مصر، بسبب طول فترة الاعداد،و بالتالى فضل أن يكون الكورال من بلد أوربى لتسهيل عملية الانتقال لمتابعة البروفات ، سألونى بعد ذلك، عن أمكانية العمل معهم، فى حالة لو تم اختيار كورال غير مصرى، هل يمكنك العمل معهم و تدريبهم على اللغة،و بما أن معظم الصوليست المشارك من خارج الوطن العربى و بالتالى سوف أعمل معهم على اللغة، رحبت بالفكرة،و اشتغلت مع الكورال الأجنبى، حيث وقع الاختيار على كورال بيرنو الفلهارمونى من التشيك.


اما عن اختيارى كقائد ثانى للعمل،  فى الحقيقة لم يكن مدرجا فى خطة العمل،لكن أثناء التحضير طفت على السطح فكرة زيادة عدد العروض، لأن  عدد العروض فى البداية كان 8 فقط ، بناء على الاتفاق مع القائد الاسبانى بابلو جونزاليز على ذلك، ثم وجدت هيئة المسرح والفنون الادائية فى السعودية المنتجة للمشروع أن ٨ عروض لا تكفى، و هنا طلبت زيادة العروض الى 10 عروض، وبالتالى، لا الكورال ولا الصوليست، يمكنهم زيادة أيام الأقامة بسبب ارتبطات فنية خاصة بهم فى اوربا، فكان الاقتراح أن يكون هناك عرضين ماتينية،وهو أمر مجهد للقائد و باقى فريق عمله المشاركة فى عرضين خلال يوم واحد، وبالتالى طلبوا منى قيادة حفلى الماتينية وافقت طبعا.


وعن مشاركة بعض الاصوات العربية فى العمل قال: أى مسرح فى العالم، لابد أن يكون بها فريقين للعمل، الاساسى وآخر بديل يحل محل اى صوليست لو" لا قدر الله" حدث له مكروه، وهذا يحدث فى كل العروض ذات التكاليف الكبيرة، حتى لا يتوقف العرض،و  كلا الفريقين يعامل نفس المعاملة، الاحتياطى مثل الأساسى تماما فى كل شئ من الناحية الفنية والملابس الخ،و بما أن هناك عرضين ماتينية زيادة، كان القرار أن يقوم الفريق الاحتياطى بعمل عرضى الماتينية.


وأضاف بالفعل هناك ثلاث مغنين اوبرا سعوديين، وهم من أوائل نجوم الأوبرا هناك، درسوا الغناء الأوبرالى فى الخارج، وهم سوسن البهيتى،و الثانية ريمازعقبى ومغنى الاوبرا خيران الزهرانى ، سوسن و ريناز يشاركن فى دور وصيفة"عفيرة"، والصوت الرجالى خيران يؤدى دور نوفل زوج "عفيرة".


حول خروج العمل لبعض دور الاوبرا العالمية خارج حدود السعودية قال: بالتأكيد العمل سوف يجوب العالم، والغرض من هذا العرض، واستقطاب نجوم غناء من أصحاب المستوى العالمى ليس لمجرد تقديم عرض بهم هنا فى الرياض فقط، ولكنه نوع من وضع لغتنا وثقافتنا على خشبة المسارح العالمية فيما هو قادم، وهذا هو الأهم بالنسبة لهم، الفكرة ممتازة و تدخل فى إطار روح التغيير التى تشهدها المملكة العربية السعودية، خلال السنوات الأخيرة، وهذا التغيير الذى يحدث ليس فى الترفيه فقط، كما يعتقد البعض، لكنه يدخل ايضا فى اطار الثقافة والفنون الجادة، وهيئة المسرح و الفنون الادائية تقدم ايضا عروض مسرحية و مهرجان للمسرح الجاد و الان دخلوا مجال الأوبرا.


والهيئة تعمل بشكل جاد وتقدم فنون راقية جدا، وبرنامجهم المسرحى ممتاز، ولكن هذه العروض تحتاج الى دعاية أكثر شأنها شأن كل الفنون الجادة حول العالم التى تحتاج من الاعلام ان يسلط الضوء عليها.


وأضاف ناير: أرى أن وضع هذه الأوبرا على مسارح عالمية فى اوربا وامريكا، سيكون أنجاز مهم جدا.
ولو حدث كما هو مخطط للعرض، وسافر حول العالم، سوف يكون أول عمل عربى يفعل ذلك، خاصة أننا كعرب نفتقد هذا، على عكس لغات أخرى كثيرة استخدمت لتقديم أوبرات عالمية.


والذى يثبت  أمر اهتمام هيئة المسرح و الفنون السعودية بذلك، اختيارهم لفريق عمل عالمى، المؤلف الموسيقى والمغنيين، الإخراج و القادة، لم يستسهل، أحضر مؤلف موهوب يكتب الموسيقى بأسلوب معاصر قريب من الاذن،وفى نفس الوقت هناك عمق، هو الأسترالي لي برادشو. المخرج يتمتع بسيرة ذاتية كبيرة، و له أعمال عالمية وهو السويسري الإيطالى دانييل فينزي باسكا.


وبالتالى لم يبخلوا على العرض بالجهد أو المال.


كل هذا يؤكد انهم يصنعون عمل للتاريخ.


أيضا التسهيلات التى وضعت للعمل، كل الامكانيات مسارح، طيران، التعامل مع كل فريق العمل فوق الوصف، الدقة، الكواليس بها أكثر من 60 شخص مساعدين للإخراج، وهذا الى جانب  الراقصين والكومبارس.
بصراحة وجدت شغل محترفين و هذا ما يجعل العمل يخرج بشكل مهنى وإنسانى على أعلى مستوى.

4c78c8a400.jpg
Advertisements

قد تقرأ أيضا